الكتابة بانواعها المتعددة مغامرة.. تخص علاقة الفرد بالواقع او بغيره او بالمجتمع واهم عنصر في الكتابة هو الجهد الذي يعانيه الكاتب للتغلب على ما يجده في نفسه من ضغوط والتغلب على ما يجده مغايرا للحقائق السائدة من حوله من نقص.. وعجز وراي الخاص.. وهو ان الكتابة صبغة فنية ومظهر للثقافة العربية.. ومرآة لحياة الانسان العقلية والاجتماعية – الاديب الكاتب – يصنع نفسه بنفسه وينسج ثوبه بيديه وراء ستاء النفس حتى اذا تمت له اسباب المعرفة واكتسى رداء العلم ارتجف يراعه احرفاً تلهث على الورق.
* والكتابة كالموسيقى والرسم.. فن من بين الفنون – والفن سادتي هو تهذيب وصقل وجهد متصل وتحسين مستمر. عليه لابد وان يندمج الكاتب اي ما كان في الوسط الذي يعيش فيه ليصبح مرآة لمجتمعه يحس باحساس من حوله ويتقمص مشاعرهم فيكتب ما يكتبه نتيجة لتلك المشاعر والاحساسات لانه انسان لا يمكن ان يعيش لنفسه فقط.
* والكتابة موهبة غير ان هذه الموهبة لا تلبث ان تتحول عن صاحبها الى ممارسة ودراسة طويلة وليست بالعمل السهل الساذج كما يعتقد كثير من الناس بل هو عمل غاية التعقيد لان يدخل في باب الصنائع وهو فضيلة تتغنى بالقيم المطلقة.. فالكاتب يحس بكل جارحة من جوارحه فيسجل شعوره ويعبر عن غبطته باحثاً عن الحقيقة المثلى في تنظيم ما يكتبه وان لا يبقى جامداً امام ما يذهله ويركبه امام غوامض الحياة عندئذ تتجلى المتعة الجمالية التي يحس بها القارئ الى التأمل بكيفية التقاط افكار الاديب الذي نسج يراعه بعض من افكار مجتمعه في قوالب فنية ويضفي عليها نصيباً من الجمال التعبيري وهو لا يكتفي بوصف ما رأى وما سمع بل يجتاز ذلك الى النقد والنصح والتوجيه باسلوب جذاب يجعل ما يكتبه وقعاً في النفوس.
* كل انسان له في هذا العالم رسالة يؤديها ورسالة الاديب – الكاتب – اسمى الرسالات لانه مؤتمن عليها لايصال الحقيقة غير المزيفة والابتعاد عن الثرثرة اللفظية والبعد عن كل نزعة عاطفية ذاتية للنهوض بواجبات ما اؤتمن عليه وان يكتب لجميع الناس يرضي بعضهم.. ويسخط بعضهم.. فرسالة الاديب – الكاتب – قيمة للعالم الذي نعيشه.. وجدارة الحياة.. وتجربة الانسان.. والكتابة في صميمها ارتقاء وعلو.. بهجتها ليست مجرد ثناء واحتفال!!؟ لكن لتوسيع المدارك حتى تتاح للقارئ وضوح الرؤية لتدفعه الى التعمق والارتقاء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *