لمسة وفاء للأمير عبد المجيد

• مصطفى محمد كتوعة

مصطفى محمد كتوعة

السواد الأعظم وبحكم التجارب أدركوا تماماً ان المسؤولين في قمة الاجهزة الحكومية لهم اهتمامات قصوى في حل القضايا وانهم يفتحون ابواب مكاتبهم ومنازلهم لاستقبال كل من يود طرح مشكلته فهم ملتصقون التصاقاً تاماً بكل هموم الناس بحكم مناصبهم ومسؤولياتهم.فأنا من واقع تجربتي لمست هذه الحقائق عن قرب، وادركت تماماً مصداقيتها أثناء قيامي بزيارة لمنطقة تبوك منتدباً من وزارة الزراعة والمياه في مهمة عن مياه الشرب وحفر آبار لبعض قرى المنطقة كان ذلك في أوائل الثمانينات كما سنحت لي فرصة أخرى وأنا أزور المدينة المنورة، وكان سمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله أميراً لمنطقة المدينة المنورة خلفاً لصاحب السمو الملكي الراحل الأمير عبد المحسن بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.وذهبت للسلام على سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بديوان الامارة فتمالكني شعور بالغبطة وأنا أراه يفتحص ويتمعن في كل قضية صغيرة كانت أم كبيرة ويعطيها من اهتمامه الكثير من الوقت والجهد.
وصدقني أيها القارئ الكريم انني لم أصافح سموه كصحفي لا بل مجرد مواطن عادي أحب المدينة وأهلها ومن فيها على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، بدأت افكر في هذا الرجل وبالرغم من تلك الأعباء بحكم مسؤولياته كأمير لمنطقة تعد من المناطق الكبيرة بالرغم من ذلك كله فإن هموم المواطنين بكل أحجامها تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامه ولا يترك قضية إلا وقد أوجد لها حلاً بل يتابع الحلول حتى تنتهي من آخر مراحلها وكان معه الأخ الأستاذ محمد بن عايش الطيار المشرف العام على مكتب سموه والأستاذ الطيار رجل مواقف فهو من أبناء المدينة المنورة ورجالها.وقد لمست ان سموه رحمه الله يتمتع بنفس طويل ولا يعرف اليأس مكاناً في قلبه ولا التعب ولا الإرهاق حتى انه وبعد ان يخلد للراحة في منزله فإن ابواب بيته مفتوحة للمراجعين فتراه يقابل هذا ويودع ذاك دون ملل أو كلل، بل يبدي ملاحظاته وآراءه بنفس منشرحة وقلب مفعم بالحب والمودة ويتحدث معهم في هدوء بالغ، ويرسم الحلول لكل قضية، بينما تعلو وجهه ابتسامة عريضة، وعندما يحين موعد (الصلاة) يتحول مجلسه الى مكان للعبادة، سائلاً الله تعالى ان يتقبل منه ومن جميع اخوانه المصلين.
إن الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله ومن واقع تجربتي عرفت انه صديق مخلص لأي مراجع في المكتب أو في البيت، كما أنه وفي لهم في منزله يتعامل معهم في ود وصادق ويمهد السبيل لكل من يود قضاء حاجة، وهو كالطبيب (النفساني) يطيب الخواطر ويزرع الأمل في القلوب، حتى انك تخرج من مجلس سموه وأنت منشرح السريرة، مفعم بالغبطة والسرور فينتابك شعور قوي بدنو الأمل ونجاح المهمة، وقد تعرفت على نجله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالمجيد الذي يتمتع بكل الأخلاق الفاضلة فهو قطعة من والده رحمه الله.
إن للمسؤولية رجالا، وتحملها ليس بالشيء السهل، بل يحتاج الى قدرات كبيرة من كل الجوانب، والى انماط معينة من البشر، بل ان تبوُّء المسؤوليات يحتاج الى حكمة وعزيمة ذلك لأن للمسؤولية أدواراً حيوية تجاه المواطنين. رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز واسكنه فسيح جناته.
الحكمة: شاور في أمرك الذين يخشون الله.

للتواصل: 6930973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *