خالد تاج سلامة
كنا عصبة تضمنا مدرسة الفلاح -في حنان الام الرؤوم – لا نفترق إلا لماماً يجمعنا حديث او نقاش في ذلك الفناء الواسع الملاصق للمدرسة، وفي لهو بريء يغير التراب ارجلنا اقدامنا، حتى يخيل للناظر الينا كأننا حفاري قبور.. لهو محبب لذيذ.. نعدو ونركض لاهين عابثين غير عابثين بشيء لا يصرفنا منه الا صوت جرس المدرسة.
في قاعات الدراسة او بالاحرى الفصول.. نجلس في اصغاء وتتحول كل اجسادنا النحيلة الى اذان تصغي لدروس اساتذتنا الاجلاء الافاضل.. شاهر ونصر الدين ومحمود عبده والشيخ طلحة والعم الشيخ بكر ادريس الامام الفقي ومحمد امين وعبدالقادر عطية.. ومازالت اثار اصابع كف استاذنا محمد مطر مشرف المدرسة ترسم علامات النبوغ والنجابة على خدود البعض منا اذكره في طلعته البهية وقد اخفى عصاه من وراء ظهره يعدو خلفنا.. ويراقب طابور الصباح.. ايام مجرد ذكرها يثير الشجن والحنين.. وارجع بذاكرتي الى تلك الايام حيث المربي الفاضل الاستاذ صالح خزامي – رحمه الله تعالى – مدير الفلاح الجداوية بهدوئه ووقاره وصرامته وولعه بالنظام والهدوء ولا تبرح عيناه الحادتان تراقب طابور الصباح – والويل والثبور لمن لا يعتني بهندامه ونظافته.
وأخيراً تفرقنا ايدي سبأ.. بعضنا شغلته الدنيا ورغد العيش والبعض تقلد المناصب – وما من صار غنياً بالوراثة – ومنا من مازال يحبو للصعود في وتيرة فيها شيء من الافراط.. ذهبت بنا السبل كل مذهب – واحمد للبعض دوام صلتهم برفاق الصبا.. ولكن.. هل فكر احدنا ان يسأل عن معلميه واساتذته ولو من باب الاستفسار اين هم الآن؟! تقصير.. لا يغتفر وجحود ونكران جميل.. اخوتي هل فكرنا يوماً أن نزور تلك القلاع الصامتة نتلمس جدرانها ونقف عليها ولها احتراماً؟ دعوة مخلصة.. فهل من مجيب..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *