[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]لواء م / صالح محمد العجمي[/COLOR][/ALIGN]

التقاعد كما هو معلوم مصير لابد منه وعليه يكون الإنسان العاقل عندما يبلغ سن التقاعد أو يقترب منه او يطلب وقد استعد لذلك اليوم الجميل في نظر الأغلبية خاصة وقد أدى عمله طوال سنين الوظيفة بكل جد وإخلاص . ومابقي من العمر يقضيه في سعادة تامة مع أهله ومع هواياته و اسفاره للاطلاع على مالم يستطع بلوغه ايام وجوده على رأس عمل يحتاج منه التواجد والمواظبة في كل الظروف والأوقات. وهو مع ذلك لايشك في أن جهوده إبان قيامه بالواجب الوظيفي لن تنسى فلن تنساه الدولة بما قدم. ولن ينساه المواطن وقد خدمه بكل الرعاية والعدل والانصاف. هذا في نظر كل صادق مع الله عندما كان في موقع النفع والضرر بعد الله سبحانه وتعالى مثلاً – وكل هذا في حالات الايجاب أو المثالية أية في معاملة الدولة والمواطن. لذلكم المتقاعد الذي أفنى أجمل أيامه في حياته \”خدمه لدينه ومليكه ووطنه\”.
أما في الحالة الثانية والنظرة الدونية العامة تقريباً للمتقاعد فذلك ما قد يجده ويعامل به ليصاب بالدهشة عن تحول الأمور الى عكس ما كان يتوقعه والاسباب قصر النظر وعدم الإلمام بواجبات المعاملة التي يفترض ان يلقاها متقاعدنا خاصة في بلادنا وللأسف . وإذا نظرنا إلى ما تفرضه له النظم والدساتير والقوانين في دول الغرب نجد الكثير من المميزات المختلفة والتى يحظى بها متقاعدهم. فقد لايجد فرقا بين وجوده في العمل أو بعد شموله بالتقاعد. وكل ذلك أُعدّ سلفاً لخدمته حتى لايشعر بالندم أو الحسرة على حاضره أو ماضيه . وبالعكس فكل شيء في متناول يده والثقة والتقدير تلازمه في كل وقت ومن قبل كل المسؤولين والمواطنين ثم أن حقوق احترامه محفوظة. أما السُّذج في مجتمعنا فيقول \”خلاص متقاعد وماذا ننتظر منه اتركوه\” وهذه أبسط معاملة يلقاها وقد يلقاها كل متقاعد ونسمعها في أكثر من مناسبة وتعامل بها من الاغلبية.
وعموماً فالأمثال على تهميش المتقاعد كثيرة وخاصة عندما يدخل أحد المستشفيات أو الادارات الحكومية أو البنوك فالأغلبية العظمى تعامله بإهمال وقلة احترام والأسباب إنه ترك الكرسي وانتهى أمره في نظر رعاع الناس والعكس اصح ترك مكانه لغيره وتفرغ لأمور خاصة أخرى مع أنه مستمر في عطائه بوطنية في كل الظروف والفروض على الكل تقدير خدماته وتاريخه الوظيفي والتي تقاس بإنجازاته على أرض الواقع وما قدم لأمته وبلاده وعلى ضوء ذلك يحترمْ وبالغ في احترامه ما أمكن أسوة بدول العالم الآخر.
ومن هنا أتساءل متى يتحقق ما نسمعه دائما بتحسين أحوال ومعنويات رجال ونساء خدموا بلادهم في أوقات الرخاء والشدة حتى بلغت ولله الحمد ما نحن عليه الآن من العزة والمجد والتطور .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *