لماذا نحن هكذا؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي إبراهيم الاصقة[/COLOR][/ALIGN]
واقعنا فيه مرارة ولكن ليس في طريقة العيش فنحن ولله الحمد في رغد من العيش ولن تجد في مجتمعنا من ينام جائعاً، فمن لا يستطيع الكسب يجد من يتصدق عليه فأهل الخير بخير والخير ولله الحمد كثير. المرارة في طريقة التعايش الذي نمارسه في مجتمعنا فمع هذه الدرجات من الوعي زاد معدل الجريمة وانتشار وسائل الاتصالات من هواتف نقالة وأجهزة محمولة وغيرها ملأ حياتنا نصبًا وابتزازًا وخداعًا وهذا التقدم العمراني وانتشاره على أرض الله زاد من القطيعة فانقطعت الصلة بين الاهل والأقارب إلا في المناسبات أفراحاً كانت أو اتراحًا وأنشئت الطرق السريعة ذات المسارات الواسعة فكثرت الحوادث المؤلمة نتيجة عدم احترام قوانين المرور والضحايا في ازدياد مادام هناك عقليات لا تعي معنى التعايش الانساني واعطاء الطريق حقه. نفاخر بعدد المدارس على جميع مستوياتها وجامعاتها بتخصصاتها لكن مع الاسف الشديد تراجع الثقافة الفردية في انحدار مخيف. ملأت الأسواق التجارية شوارعنا وميادين مدننا وهذا دليل على أن هناك طبقة من التجار طفت على السطح لكن من هو المستفيد؟ بالتأكيد ليس المواطن، المواطن هو الذي يدفع ضريبة هذا التوسع التجاري والذي من اهم ميزاته الجشع والاستغلال ومص دماء الغلابة.
البنوك في كل زاوية وعلى رصيف كل شارع عام والدعاية تملأ الصحف وفي كل رسالة جوال أيها المواطن الغلبان نحن نقرضك قرضاً حسناً فسارع لتحديد المبلغ واترك راتبك في ايدينا نخصم منه ما اقترضته أقساطاً شهرية فإذا ما قدمه البنك تسهيلاً ما هو الا أغلال تلتف حول رقاب الغلبانيين من المواطنين الذين صدقوا عطف وحنان البنوك، ما نعيشه ليس بحضارة وما نمارسه بعيد عن التقدم، نحن نعيش في مربع اضلاعه غش وخداع وابتزاز وجريمة، لماذا نحن هكذا؟
سؤال يحيرني مع كل ما نحن فيه من تقدم ورخاء ويضعني في فلك يدور بي بين المسببات فهل من مجيب؟
[email protected]
التصنيف: