[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يحيى عبود بن يحيى[/COLOR][/ALIGN]

اتعجب احياناً من بعض القراء الذين يشترون بعض الصحف التي تتخصص في نشر مادة بعينها احاول وقتها ان اسأله.لماذا هذه الصحيفة تشتريها لوحدها؟ ,المذكور يستغرب من سؤالي فينظر الى وجهي فيجد وجها مجعدا غاب عن محياه معنى السخرية أو اللوم من اجل اللوم.فيقول لي ما العيب في ذلك أنا احب ان اقرأ في الرياضة أو الاقتصاد او. أو لكنني اجيبه ان الصحف الأخرى تحوي بين لابتيها كل ما ذكرت واكثر.فيحتار هذا المشتري وبعضهم في مقتبل العمر وبعضهم صغير السن غض الاهاب , فيجد في كلامي شيئاً من الجنون او خفة الدم فيضحك في وجهي وبعضهم يكشر ايضا في وجهي والبعض الآخر يضحك ولا يكشر بل يمشي سريعا وهو يحرك رأسه ويديه دون ان يدري بماذا يجيب وبماذا يرد.
والحقيقة انني احتار والسؤال كرمح مقوس داخل صدري هل هؤلاء المحبون للرياضة والذين لا يقرأون سواها قد ملوا وضجروا وربما اصابهم القرف عن الحياة هذه التي تتلون احيانا بين الصباح والمساء.فالأفكار تتماوج وتتداخل وتحوم حولها المنغصات والمشاكل وتتداخل المعاني بين لابتيها فالذي كان ابيض مقبولا وقتها لم يستمر اياما الا كان معتما كالح السواد والرجل الذي كنا ننظر له باحترام ولاقواله اقصد افكاره بشيء من الرهبة والانبهار.وحقا حياتنا هذه خليط من الاشياء الجميلة المبهرة واحيانا على حين غرة تعود القهقرى اسفافا وانغاصا وحيرة وارتباكا.وسيدنا الغالي الهادي صلى الله عليه وسلم حين نزل على فؤاده الامين \”ن * والقلم وما يسطرون\” ثم اردف ايضا \”اقرأ باسم ربك الذي خلق الانسان من علق\”.
ثم ازداد ايضاحا وشرحا وتبيانا \”اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم\” \”علم الانسان ما لا يعلم\” ,ذلك من اجل ان يكون هذا الانسان فاهما وواعيا ورشيدا لا مجال امامه الا ان يقرأ ويقرأ ويزداد على مدى عمره قراءة وفهما ورشدا.
ونحن نعرف ان بداية القراءة تكون شاقة واشق مراحل الطريق هي المرحلة الاولى والبداية للقراءة واستيعابها تبدأ دائما في المنزل والآباء والأمهات هم المربون الطبيعيون لذا كان اهتمامهم بالعلم عاملا حاسما في تطوير الموقف الإنساني تجاه قضية التعليم.ولو كان الأمر يعود الي لمنعت ان تتجزأ المعرفة الى فئات محددة فهذه الصحف الأخرى تجمع بين لابتيها شتى انواع المعرفة.منها الدينية والثقافية والاجتماعية ولا بأس ان تتقوى اجسامنا قوة ورشاقة فذلك من اسس الحياة وفهمها.والمشكلة الاساسية بالنسبة الى الذين لا يقرأون ان يفهموا ان الحياة تتقدم كل ثانية وساعة ويوما وشهرا علوما نافعة وثقافة واعية.ولا مجال الا ان نقرأ ونكرر القراءة صباح مساء كي نفهم ويفهم اطفالنا وندخل التاريخ كأمة هادية رشيدة تعرف ما لها وما هو عليها.فهل بلغت اللهم فأشهد واللبيب تكفيه الاشارة.يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
جدة ص.ب: 16225

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *