لماذا لا نتبرع للجمعيات المدنية؟
عبدالرحمن آل فرحان
قبل أسبوع قمت بوضع استطلاع بسيط عن التبرع لجمعية الأطفال المعوقين شارك فيه أكثر من ٤٠٠ شخص ، أردت فعلاً أن أرى انطباعات الناس عن هذا النموذج من الجمعيات المدنية التي تمد يد العون للمجتمع بدون مقابل ، مثل الجمعيات التي تساند كبار السن أو الأيتام أو مرضى السرطان وغيرها مما لا ليس لها صبغة دينية كجمعية تحفيظ القرآن أو دعوة الجاليات أو تفطير الصائمين وغيرها ،
ولا أخفيكم كانت النتيجة كما توقعت ، حيث كانت نسبة من قال إنه( لم يخطر على باله التبرع لهذه الجمعية ٥٦٪ ) وهي نسبة كبيرة جداً في حين أن من قام بالتبرع لها فعلاً وبشكل منتظم لم تزد نسبتهم عن ( ٧٪ ) فقط ، فإذا أضفنا لنسبة الذين لم يخطر لهم التبرع للجمعية نسبة من قال أنها لا تستحق التبرع أصلاً والتي بلغت ١١٪ وصلنا إلي نسبة ٦١٪ ، لم يتبرعوا وليس في نيتهم التبرع ، وفي هذا دليل على أن مجتمعنا لم يزل بينه وبين هذه النوعية من الجمعيات مسافة من عدم الوعي بما تقوم به من خدمات جليلة لشرائح محددة من المجتمع ، الأمر الذي يفرض علينا التساؤل عن سبب هذه الفجوة ؟ مع أن مجتمعنا من أكثر المجتمعات بذلاً في شتى مناحي الخير.
في الحقيقة أن أحد المعلقين على الاستطلاع وضع يده على جزء من المشكلة ، ليس هو إنما مضمون تعليقه الذي منه استنتجت أنه يعتقد بأن تلك الجمعيات حكومية لها ميزانياتها من الدولة ، وهذا اعتقاد غير صحيح ، مما يعني أن نسبة كبيرة من الذين شاركوا في التصويت يعتقدون ذات الاعتقاد ، أما الجزء الآخر من المشكلة والذي أراه سبب كل غموض يكتنف تلك الجمعيات في الوعي العام فهو يقع على عاتق الجمعيات نفسها ،
فلو كانت تروج لنفسها ولنشاطاتها بشكل كافي لوصلت بكل تأكيد للناس ، لكنها اكتفت ببعض الاحتفالات السنوية لجلب انتباه رجال الأعمال الأثرياء وتجاهلت القطاع الأوسع من المجتمع ، إذ لا وجود لإعلانتهم في المدارس ومعظم الدوائر الحكومية بشكل دائم ، ولا نجد بينهم وبين الشؤون الإسلامية تعاوناً نلمس أثره في منابر خطبة الجمعة ،
لذلك فالناس معذورون إن لم يخطر على بالهم التبرع لها ، أو لا يرونها تستحق التبرع ، لذلك أرى أن تسعى كل الجمعيات المعنية برعاية بعض فئات المجتمع والتي تعتمد مواردها المالية على التبرعات أن تعرف عن نفسها بشكل صريح للناس ، فالناس في مجتمعنا لله الحمد تواقون للعمل الخيري لكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون التبرع للجهات التي لا يعرفون عنها شيئاً.
@ad_alshihri
[email protected]
التصنيف: