لماذا لا تكتبون عن المطلقات

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** المثقف العربي يقولون عنه دائمًا: إنه شخص ليس له كرامة في قومه. وهذا القول إن صح فهو يشكل خطورة كبرى.. ولكن الذي أتصوره أن هذا المثقف هو الذي يشعر بهذا الإحساس وبالتالي تأتي مواقفه مع نفسه مليئة بكل أنواع الاهتزاز ونراه ينطوي من نفسه على نفسه وينكفئ على دواخله بشكل غير مريح.. ولا هو مطلوب منه كشخص له فعاليته في المجتمع لكن السؤال هو:
من هو هذا المثقف الذي يؤمن برسالته نحو مجتمعه ويعطيها كل الصدق والاحترام أيضا..؟!
الإجابة على هذا السؤال ليست من السهولة بمكان لأن هذا المثقف يعتقد في قرارة نفسه أنه مهضوم الحقوق.. وأنه يعيش في مجتمع أقل منه كقدرات وأنه هو الذي يحيط بعلم الأولين والآخرين.. ومن هذا الشعور «بالسبرمانية» لا يتمكن من وضع نفسه في الموقع المعقول والمناسب والطبيعي وتراه مع الأيام يتآكل من الداخل ومن ثم يجد نفسه في لحظة مواجهة أن من يعتقد بحالتهم هم في الواقع أبعد منه شوطا نحو الارتقاء الفكري منه.. وعندما يسقط في نفسه أكثر من مرة فلا يجد من يقول له: أين أنت؟ إذن مطلوب من المثقف صاحب الفكر أن يشارك وأن يهبط إلى أغوار مجتمعه ليعيش مشاكله ويتفاعل معها وبها ليكون فاعلا مضارعا له كل القيمة لا نائبا لفاعل.
** من أطرف الرسائل التي وصلتني رسالة من قارئة كريمة .. رمزت لاسمها «بالمطلقة» تقول الرسالة:
أنتم يا معشر الصحفيين تكتبون عن حفلات الزواج والخطوبة وعن السفر والقدوم وعن الترفيع والنجاح وعدد الأموات ولكنكم لم تفكروا يوماً في الكتابة عن «المطلقين والمطلقات» وكأن هذا الحدث وهو على درجة كبيرة من الأهمية لا يعني شيئا.
مع انه في الواقع يعني تشتيت أسرة .. وضياع حياة كان يمكن أن تدوم طول العمر.
وتمضي الرسالة قائلة..
لقد استغربت فعلا أن هذا الجانب من الحياة الاجتماعية مفقود في جميع الصحف والمجلات العربية.. وليست السعودية فقط .. مع أنه يعني قطاعا كبيرا من المجتمع.
وبصدق أقول: إنني لم أجد في نفسي وأنا اقرأ هذه الرسالة إلا كثيراً من الصمت وبالتالي التفكير في الدوافع التي أملت هذه الرسالة على مرسلتها.
فمع أن الفكرة أو الاقتراح .. أو الاحتجاج يبدو غير مقبول عند البعض ويعطي انطباعا أوليا ساخراً .. إلا أنه يعني في مضمونه مؤشراً أو احتجاجا صارخاً على كثير مما تنطوي عليه طريقة الطلاق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *