لماذا القطيعة الثقافية ؟

• مشعل الحارثي

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل الحارثي[/COLOR][/ALIGN]

لازال كل مشتغل بشؤون الهم الثقافي وشجونه وإشكالياته المتعددة في الدول العربية تنكأ خاصرته جملة من التساؤلات التي كثيراً ما تتضخم حتى لا تجد فضاءً يستوعبها ومع ذلك كله فالمثقف لن يكل ولن يمل من البحث و طرح التساؤل تلو التساؤل عن السر الغائب في ما يشهده جمهور المثقفين العرب من عزلة وقطيعة دائمة وعدم تواصل برغم كل ما ينفذ من برامج محدودة جداً وعلى نطاق ضيق عبر القنوات الحكومية الرسمية فلم يجد بعض المثقفين العرب من مخرج ومتنفس من هذا المأزق سوى التواصل مع أقرانهم على النطاق الفردي وخاصة بين المجموعات الثقافية المتجانسة ومن خلال معارض الكتاب الدولية السنوية التي تقام هنا أو هناك والتي يحرص الكثيرون على حضورها بصفة فردية وليست رسمية ويظل من جملة تلك الأسئلة الملحة والمطروحة من جمهرة المثقفين العرب على المعنيين بشؤونها ما يلي:
عدم وصول الكتاب العربي والصحيفة والدورية بين يدي القراء حتى على نطاق الإقليم الواحد إلى متى يظل المثقف العربي في أقصى الغرب لا يعرف أخاه في أقصى الشرق والعكس صحيح ؟ لماذا طال غياب وجود استرتيجية ثقافية شاملة وفاعلة بين الدول العربية ؟ ما هو الدور الذي يضطلع به اتحاد الكتاب العرب في كسر حدة هذه العزلة ؟ إلى متى يظل الصراع قائماً بين المثقف والسلطة ؟ الخ …إنني لا أريد من هذا الحديث أن ارسم صورة قاتمة وانضم لحزب المتشائمين من قيام روابط ثقافية عربية مثمرة وفاعلة برغم كل التوترات السياسية بين بعض الدول العربية وما يعترضها جميعاً من مخاطر وتحديات إلا أن هناك العديد من الجوانب المشرقة التي تجمع البلدان العربية وتدفعها إلى التكامل وترفع من مكانتها بين الأمم كما أنني لا أدعو إلى تذويب الهوية المحلية لكل بلد عربي ومسخها مسخاً كاملاً ولكن يجب أن نعترف أن هناك هوية اكبر ننتمي إليها جميعاً وهي الهوية العربية والإسلامية بكل ماضيها وحاضرها ومستقبلها وما تلك الغرسة الرائعة في أفق مشهدنا الثقافي العربي ( مؤسسة الفكر العربي) إلا واحدة من الخطوات الفاعلة والمأمولة التي حركت الراكد ولامست هموم المثقف العربي وشخصت واقعه وجسدت تطلعاته وعملت ولازالت على الارتقاء به وبإبداعاته وإيصال صوته إلى أبعد مدى .
ورغم كل ذلك فلا زال كل مثقف ومفكر عربي من الماء إلى الماء ينتظر تلك الخطوة الجريئة ممن يمتلكون القرار في إذابة حواجز الجليد المتراكمة منذ أمد بعيد لالتقاء المثقفين ووصول صوتهم الإيجابي والمؤثر في الشعوب لتعزيز قيم الحرية والوعي والمعرفة ولأن المثقفين الحقيقيين هم قادة التنوير وأصحاب الرأي ومناط بهم نقد الواقع والسلوكيات الخطأ وتصحيح المسار نحو الأفضل ..وهذا علمي والسلام .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *