[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

هل هي زهرة أم طوق زهور أو أقمار منيرة في عتمة ليل دنياي.
تعددت التسميات والياسمين واحد. تلك الزهرة الجميلة التي زكت الأنوف بعطرها الخلاب على مدى سنين طويلة.
اذكر أن في حديقتنا كانت تنمو شجرة ياسمين كبيرة وما زالت على قيد الحياة – تحمل بين اغصانها واوراقها الخضراء زهورًا ناصعة بيضاء وحمراء – كأنما هي زنابق ماء اختارت الحياة فوق اليابسة.
شجرة الياسمين تلك قديمة قدم الأزل، موجودة قبل وجودي، غير انها رغم ذلك جديدة مع كل اشراقة يوم جديد، وتبقى حتى ولو لم يكن لي وجود. فقد جمعت بين حروف اسمها معنى الخلود والبقاء. وتقلدت وسام الشرف بجدارة حين قدرت خوض معركة الحياة. تعالوا لحديقتنا لرؤيتها ولتصدق أعينكم.
وحين دمعت عيناها الصغيرتان وهي تراني لأول مرة وامتلكت الكون حين ارتسمت على شفاهها ابتسامة انشرحت لها الدنيا وهي تسمعني اناديها باسمها لأول مرة.. وكم كان عظيما عندما ارتبط اسمها بالكرامة الخالدة.. فاضافت فوق خلودها خلوداً.
ياسميني ليست كأي شجرة، فهي لم تثمر بين اغصانها ازهاراً عادية، ولم تحتج يوما إلى عنايتي ، بل على العكس كانت هي من منحني العناية، ظللتني بظلها وضمتني بين اغصانها الحنونة، كم سقتني من شهدها وما زالت. وكم استرقت من اوراقها اذنا صاغية لأبوح لها بأسراري. وكم تحملت وريقاتها بدلا عني لهيب الشمس .. وكم.. وكم..
تلك هي زهرة الياسمين التي زينت حياتي وزينت البيت بلمساتها النقية، كلما قطفت ورقة من اوراقها الطاهرة لم تمانع بل كانت تقدمها لي بسرور وابتهاج كأنها هي خلقت لتحمل عني اعباء الحياة.مهما بحثت عن اسم يوفيها معانيها ما وجدت افضل من اسمها. ولو قطفت نجمة من الفضاء لها لن يكون كافيا، لذلك استعرت اجمل العبارات لكي اخبرها بأن للياسمين في دارنا رائحة اخرى نفيسة، وانا اليوم في عيدها انظر إلى السماء متضرعاً، متلهفاً اشدو \”يا دنيا ياسمين\” كي اجمعه عقدا اهديه لأجمل مخلوق على وجه الأرض الخضراء، اهديه الى أمي الرؤوم، أدعو الله أن يرضى عنها .
هاتف 6834392
فاكس 6658393
مدير عام وزارة التخطيط – متقاعد

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *