لقمان الحكيم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
جاء ذكره في القرآن الكريم وكان عبداً مملوكا، وقصته من قصص القرآن الذي قصه الخالق سبحانه على رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام وقصة لقمان وحكمته تُركت لنا كعبرة نستلهم منها الدروس، والدرس الأول هو مكانة الإنسان عند خالقه سبحانه بصرف النظر عن حالته الدنيوية تنعكس في تسمية سورة في القرآن باسم عبد مملوك قد أوتي الحكمة والله سبحانه يقول \”ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا\” والإنسان كرمه صانعه سبحانه وجعل الملائكة المكرمين يسجدون له لما يحمله من التميز العقلي الذي من خلاله يحدث التمييز في المراتب بين الناس أنفسهم عند خالقهم حسب استخدامهم للعقل وممارسة التفكر والتدبر.
في الآية السابقة التي ذكرت الحكمة تبعها الخالق سبحانه بقول \”وما يذكر الا اولوا الالباب\” والتي هي العقول والله يأمرنا في مواضع كثيرة بإحياء أعمال عقلية تصنع من الإنسان مركز أبحاث لديه بنك معلوماتي غير محدود يتمثل في آيات الله التي تتلى وما نشاهده في الآفاق وأنفسنا مع السنة الصحيحة، وبناء على جودة الترتيل والتدبر سوف يتكون الفهم الذي ينتج عنه السلوك.
من مركز الأبحاث القرآني ولضيق المساحة سنستنبط أعظم نصيحة من موعظة لقمان لابنه والتي هي موعظة لكل مؤمن بالله على أن تتدبروا أنتم باقي المواعظ الضرورية لكل إنسان، بدأت الموعظة بأهم نصيحة توضح الأمر الفيصل في العلاقة بين الخالق المخلوق وذلك هو الشرك، ولهذا من يفعله يظلم نفسه ظلما عظيما كما قال سبحانه، فقد يكون الشخص من أكثر الناس أداءً للعبادات العملية ومن أطيبهم معشراً ولكن لديه ممارسات شركية قد يعلمها ولا يصنفها كذلك وقد لا يعلمها وفي كل الأحوال هي اشراك إنسان أو شيء في الصلة مع الله فيحبط العمل.
أعتقد أن من أسباب حال المسلمين الراهن ممارسة أمور شركية وجدوا عليها آباءهم ولم يفكروا فيها ويراجعوها مع بنك المعلومات ليتأكدوا من صلاحيتها وبالذات عندما تحل بهم المصائب ولا تستجاب دعوتهم ويتشتت أمرهم، هنالك الكثير ممن يسمون بالأولياء يعاملون وكأنهم ملائكة يمشون على الأرض ويُطلب الله سبحانه من خلالهم وتنفذ رغباتهم التي تظهر وكأنها أوامر سماوية وصانعنا يحذرنا في مواضع متعددة بألا نتخذ أولياء من دونه سبحانه، فماذا يسمى هذا التقديس للبشر؟ المسلمون في حاجة إلى الحكمة التي تبعد عن الشرك الظاهر أو الخفي لكي يُقبل العمل فيستجاب الدعاء.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا
التصنيف:
