لعل له عذراً وأنت تلوم
•• تصاب بالدهشة عندما تضعك بعض المواقف أمام أحدهم وهو “يسلق” بلسانه زميل له كان خلف ما وصل إليه من – منصب – حيث اتى به من الغيب فما أن تخلص من ظلاله حتى راح ينال منه بكل ما أوتي من قوة ومن ذرابة لسان.. فتصاب بحالة ذهول وأنت تسمع الى كل هذا الذي كان في وقت قريب لا يكاد “يبين”.
كنت استمع الى صديقي وهو يقص علي حالة ذلك الذي نسى كل شيء ولم يتذكر من ذلك إلا قسوة ذلك المسؤول الجاد في عمله والذي لا يخلط الخاص بالعام.. فقلت لصديقي ذلك: إن كثيرين من الناس تراهم في مظهرهم الوقور والصامت.. لكنهم عند أول فرصة يتخلصون من وقارهم.. ويتحررون من صمتهم.. فيدلقون من مخزونهم المكبوت بتلك المفردات التي لا تنم إلا عن قصور في أخلاقياتهم.
فراح صديقي يعدد علي ما قام به ذلك الإنسان من خطوات كلها تأخذ من ذلك المتفرد في عمله عندما قلت له لا عليك يا صديقي أن أمثال هذا سريع – العطب – في عمله فهو كمن يحمل معول هدم معتقداً أنه – للبناء – فيسقط سريعاً.
أما ذلك – المذموم – منه ظلماً فهو إنسان له من مقومات الكرامة والعزة والشموخ ما يجعله عفيف اللسان.. حافظاً للغيبة بل ومبرراً لأي خطأ قد اتخذه هذا أو احدهم ضده فتراه يضع كل عبارات التسامح متخذاً من ذلك القول منهجاً.
لعل له عذراً وأنت تلوم.
التصنيف: