لعبة تل أبيب الجديدة ضد (اوباما)

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يحيى أحمد الكعكي [/COLOR][/ALIGN]

بعدما اطلقت حكومة تل ابيب شعارها الجديد \”السلام من اجل السلام\”وهي العودة بـ \”القضية الفلسطينية الى نقطة الصفر، خصوصا بعد تأكيد هذه الحكومة على ان ورقة \”سلام بيروت\” 2002 ليست ورقة للسلام بل لتدمير اسرائيل، لانها تتضمن \”حق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف\”، و\”حق العودة\” وهما يدمران اسرائيل، لذلك عادت هذه الحكومة وطرحت الشعار او المفهوم الاسرائيلي القديم لأي مفاوضات مع الاطراف العربية المعنية في الصراع \”العربي – الاسرائيلي\” بما فيهم الفلسطينيون.
اضافة الى ذلك طرحت حكومة تل ابيب \”لعبة جديدة\” ضد \”حل الدولتين\” وتسريع المفاوضات النهائية مع الفلسطينيين بعد ان نشط \”اوباما\” على خريطة طريق تحقق السلام على \”المسار الفلسطيني\”، وخصوصا بعد الربط بين ما يقال عن مخاوف تل ابيب من التسلح النووي الايراني، والبحث عن حل للصراع \”العربي – الاسرائيلي\” على المسار الفلسطيني بـ حل الدولتين\”.
وربما يأمل \”اوباما\” في تحقيق ما حققه \”جيمي كارتر\” بعد اشهر من وصوله الى البيت الابيض، في عام 1978، بالرغم من فشله على صعيد \”المسار الفلسطيني\”والتي ايضا فشل في حلها \”بوش الاول\” ثم \”كلينتون\” في فترتين رئاسيتين، ثم \”بوش الثاني\” في فترتين رئاسيتين، وخصوصا في اواخر فترة رئاسته الثانية، التي كان ىأمل بعد \”تفاهمات انابوليس\” تشرين الثاني 2007 ان يصل الى سلام دائم على \”المسار الفلسطيني\” في نهاية عام 2008 ولكن ما تمناه كان سرابا في صحراء السياسة التي كان يسعى اليها، وفي كل مرة يراها عند الوصول اليها سرابا جديدا.
و\”اوباما\” تجاه اصرار تل ابيب على \”السلام من اجل السلام\”، ورفض مقولة مرجعية \”مدريد\” وهي \”الارض مقابل السلام\” اصر على \”حل الدولتين\” وهو بدعوته الرئيس المصري \”محمد حسني مبارك\” للاجتماع به في واشنطن في حزيران المقبل، لان مصر لها صلات وثيقة بقضية تحقيق السلام على \”المسار الفلسطيني\”، كما دعا من اجل هذا الهدف كل من الرئيس الفلسطيني \”محمود عباس\” ورئيس حكومة تل ابيب \”نتنياهو\” للاجتماع بهما في حزيران القادم، بعد ان كان قد اجتمع مع الملك الاردني \”عبد الله الثاني\”، وما صدر عنه، وما صدر المبعوث الخاص بـ \”القضية الفلسطينية\” \”جورج ميتشل\”، من تأكيدات تتعلق بحل يقوم على دولتين تتعايشان جنبا الى جنب، وهو الحل الذي اكدت عليه ورقة \”بيروت للسلام\” 2002، لأن هذا الحل \”حل الدولتين\” يصبّ في المصلحة الاميركية، اي ان \”اوباما\” اكد ويؤكد على ان \”حل الدولتين\” اولا، وليس ايران اولا كما تريد حكومة تل ابيب. اي انه يريد ان يشير الى الربط بين مخاوف تل ابيب من التسلح النووي الايراني، وبحثه عن حل للصراع على صعيد \”القضية الفلسطينية\”.
وفي هذا السياق توقع وزير دفاع حكومة تل ابيب ان يوافق \”نتنياهو\” على \”حل الدولتين\” الذي كان يرفضه اثناء حملته الانتخابية، وانه ينبغي على تل ابيب تحديد خطتها لتحقيق السلام مع الفلسطينيين قبل الزيارة التي ينوي \”نتنياهو\” القيام بها الى واشنطن.
وفي الاطار ذاته ذكرت مصادر سياسية في مكتب \”نتنياهو\” ان اسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات مؤلمة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
ومع ذلك تبقى لعبة تل ابيب هو الربط الجغرافي بين الملف النووي الايراني، والقضية الفلسطينية، هو هدف لإعاقة اية جهود اميركية لاستئناف عملية التسوية الشاملة لـ الصراع \”العربي – الاسرائيلي\” على اساس \”حل الدولتين\” لان تل ابيب – حتى الآن – لن تتقدم اي خطوة على مسار التسوية، بدعوى ان الخط الايراني على امن تل ابيب، ووجودها يسبق في اهميته قيام الدولة الفلسطينية.
من هنا، فان على الفلسطينيين ان يتحرروا من صراعاتهم الداخلية، ليدخلوا بقوة الى \”حل الدولتين\” بأن يبدأ ذلك بعملية اعادة اعمار غزة (التي وصلت البطالة فيها الى حوالي 80 %)، ثم تستثمر مواقف \”اوباما\” الذي يعتقد ان الوقت قد حان لتسوية مشكلة الصراع \”العربي – الاسرائيلي\” لان شعوب المنطقة ملت من هذا الصراع المتنقل بين هنا وهناك وهنالك، بسبب الصراع على اقتسام النفوذ، يهز امن المنطقة ويهدد استقرارها.
الشروق اللبنانية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *