لعبة الفن فى التمثيل والكتابة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد العزيز أحمد حلا[/COLOR][/ALIGN]

من الخطأ أن نطلق كلمة فنان على من يقوم بالتمثيل أو الغناء فقط ونترك الرواسي التى تسببت أصلاً فى إطلاق هذا اللقب عليهما وان أدرك من أدرك ذلك .ومن المفاهيم الواضحة فى هذا ماذهب إليه الفيلسوفان الألمانيان باوم كارتن والفيلسوف –
كانت – وخاصة اللبنات الأول منها فى علم الجمال المادي الذى ثمن تصوير كفاح الإنسان ضد الظلم والقمع والدكتاتورية والتخلف من اجل تحقيق الحرية والعدالة للإنسان ومن هذا المسلك الفلسفي نفهم أن الفن يطلق على المحسوس المادي المؤثر ولا نذهب بعيدا فى الإيضاح لأن المضمون لم يعد فى قلب الشاعر وأصبحت الكتابة الصادقة المتخصصة النابعة من وجدان خالص هي المحرك الأساس لكل هذه الأنماط الحركية مع نسيان أدائها الفعلي على الشعوب الجائعة ورغم ماحصل ويحصل للكاتب من هذا النوع فى الشعوب المصنفة من الدرجة الثالثة إلا أن لمعان حرف الضاض لايزال شاهراً سيفه من الغمد ..
لقد سرني كثيراً قيام الممثلتين الشهيرتين حياة الفهد وسعاد العبد الله على ممارسة مهنة التأليف فى القصص والقصص الدرامية الاجتماعية وأثبتتا أيضا أنهما ليستا إناء يستقبل الإبداع اللفظي والحركي ثم يعكسه بنفس الصورة على المتلقي وارى فى هذا الفيصل الفني بالذات من يشتعل فى كيانه الإبداع الداخلي لكن السيطرة الخارجية تحد وتحد بقوة فى ذلك وهنا يتبادلان الحفظ والفهم التنافر ليستقر احدهما وقد اخرج البخاري فى صحيحه من حديث أبى موسى الاشعرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل مابعثنى الله من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها اجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لاتمسك ماء ولاتنبت كلأ إلى آخر ما جاء فى الحديث ولا اخص بهذا المعنى الممثلين لتلك المبادئ التى تخدم الإنسانية أو العلماء الذين لايستفيد الناس بعلمهم وإنما أيضا الناقل لتلك العلوم والفنون المفيدة وهذا والله فى
نظري أهم بكثير من تلك الشرائح التى ذكرتها ..
الخراز : مسلسل تلفزيوني كان من تأليف الاستاذه حياة الفهد وكان لها أيضا الدور البطولي فى تمثيل جميع أدواره الحساسة علاوة على أنها استقطبت له بحكم دورها الضالع فى التمثيل كبار الممثلين والممثلات مثل غانم الصالح وغيره وجاء عملاً درامياً ناجحاً بكل المقاييس من حيث التأليف والأداء التمثيلي البارع ولا احتكر بهذا مقولة \” أعط الخبز خبازه ولو أكل نصفه \” فحياة الفهد أصلاً لم تكن كاتبة وإنما هي ممثلة بارعة وقديمة فى هذا الكار وقد استغرب من لايفهم فى مجال الفن الحقيقي منها هذا الصنيع حتى أن البعض اتهمها بأنها استأجرت له من كتاب الغفلة مايرفع من شأنها فى هذا الباب ودعوني من وسائل الإحباط التى تخصص فيها العجزة المتكاثرون فى الأمة العربية لنعود إلى هذه المرأة التى أثبتت جدارتها بدون منازع فى دور التأليف كماهى الآن على قمة الهرم التمثيلي لنناقش عمالها الابداعى فى مسلسل الخراز أولا ثم نطالبها المزيد من هذا الغيث المثمر .
نعم لايختلف اثنان على جودة مسلسل الخراز لأنه خدم قضية اجتماعية نراها عالقة وبوضوح ولا نبالغ إن قلنا أن نسباً كبيرة فى العالم يعانون من قضية إهمال الأبناء لوالديهم بل وتنكر الأبناء لهم بعد امتصاص مالديهم من ثروات ثم القذف بهم إلى دور الرعاية والمسنين بلا رأفة ولا رحمة بل ويتناسونهم تماما مما يجعل قلوب الوالدين تتفطر باللوعة والأسى .
وننتقل سريعاً الى الاستاذة سعاد العبد الله والحقيقة نأسف لكلا الأختين إن قصرنا فى هذا الطرح المختصر لذاك المجهود الطيب فى مجال الكتابة القصصية الذى قامتا به وفوق هذا وذاك ترجمتهما له على ارض الواقع التلفزيوني بكوادر ممثلة نابغة حتى اخذ وضعه الاجتماعي كما أراد المستفيد وان كنت اعتب عليهما فى مسارهما لهذا العمل المبدع حيث كانتا تدوران فى أفلاك متقاربة وأزمان عرض أيضا متقاربة لكنى أحسن الظن فى وضع التبريرات لهما لأن مثل هاتين الممثلتين الشهيرتين بالسير الحسنة لا اعتقد أن يلفهما الغموض فى أعمال يراها الجمهور وخاصة ذاك الجمهور الذى يكن لهما الاحترام فمسلسل دار الزمان الذى كان من تأليف الاستاذه سعاد العبد الله أيضا كانت الداعم الكبير له فى الأداء والتمثيل وتم كذلك اختيار كبار الممثلين والممثلات أمثال الممثل الكبير الصلال وغيره وأخيرا استنبط نقدا لاذعا من الصيرورة الكلية لهذين العملين الذين تم بنائهما على تأليف قوى وهادف وحل اجتماعي بارع لمشاكل عقيمة وهذا النقد قد يكون محببا لدى فئة مطابقة تماما لما أقول وقد يكون حارقاً لتلك الفئة التى تطرقنا إليها فى بداية هذا الحديث والذى اعنيه من هذا النقد جملة وتفصيلا أن السبب الوحيد الذى تسبب فى نشوب تلك المعركة الضارية بين هاتين الفنانتين هو التنافس الذى انحرمت منه جميع الأعمال الأدبية والفنية والإبداعية العربية وليس عيبا إن قلنا نريد مثل هذه المعارك بل ونريد اقسى منها ليلمع منتوجنا الثقافي انه كاد أو يكاد يخبو والسبب أبناؤه .إن دواوينا الثقافية تصرخ وتنادى أبنائها هلموا ياقوم قبل فوات الأوان .
[ALIGN=LEFT]المدينة المنورة : ص .ب٢٩٤٩
Madenah-monawara .com[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *