[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي بن ونوس[/COLOR][/ALIGN]

قبل أن ترفع يدك لتصفع أولادك ارفع الغشاوة عن عينيك والغضب الشيطاني عن قلبك.وانظر بعين الخبرة والمقدتي برسول الله صلى الله عليه وسلم.قبل أن ترفع يدك على أولادك
تذكر أن ضربك لهم تأديب وليس تعذيبا وتتجنب الوجه وتتقي الله فيهم.قبل أن ترفع يدك على أولادك تذكر أنهم سيكبرون إن أحسنت إليهم أحسنوا إليك وإلى أولادهم وإذا أسأت إليهم ربما يخرج منهم قليل العقل فيعاملك في كبرك بمعاملتك له في صغره، وزد على هذا أنهم ربما اقتدوا بك فصار الولد أبا وصار لا يعرف كيف يربي ولده إلا على الضرب، فيخرج جيل لا يرحم الصغير ولا يوقر الكبير ولا يعرف حقوق الله عليه ولا يعلم عن دين الله إلا رسمه.فاتق الله فيهم، تلك النعمة قد تكون سبب عتقك من النار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم ينقطع عمله إلا من ثلاث» … وذكر منهم «وولد صالح يدعو له»بل وكل شيء تعلمه إياه في ميزانك، لقوله صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله.و كذلك كل شيء هو يعلمه لزوجته وأولاده ومن حوله في ميزانك لا ينقص من أجره شيئا.ورحمتك إياه قد تكون رحمة لك لقوله صلى الله عليه وسلم: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».قبل أن ترفع يدك على أولادك ارفع عنهم الجهل بالله جل وعلا قال الله مبلغاً عن لقمان: «يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم». فعلمه التوحيد وعرفه بربه وبنيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأمور دينه ودنياه وتابعه وصاحبه ليصاحبك في الدنيا معروفا.ثم تبسم الأب وقال لجاره: أزعجتك؟! قال الجار: لا والله بل أيقظتني من غفوة الجهل والتخبط، لا إله إلا الله، اللهم اغفر لي وارحمنى، والله يا أخي لساني يعجز عن شكرك، جعلها الله جلسة في ميزان حسناتك.
الأب يمسك بكتف صاحبه ويقول له: أيها الأخ الكريم الدين النصيحة، وكلنا بحاجة إلى من يذكرنا بالله، فلا تنسني من دعائك. ومرت أيام وسنين بعد هذه الجلسة الصالحة وحسنت سيرة الجار وصلح الله أولاده وصاروا دعاة إلى دين الله.
ثم جاء يوم سماع خبر وفاة هذا الأب الكريم «صاحب الحوار»فاسرع جاره يستأذن أهله بتغسيله فوافقوا لحسن العشرة بينهم بعد ذاك اليوم في المسجد. ثم تقدم إمام المسجد ليصلي على أبيه صلاة الجنازة، نعم لقد صار الولد الصغير رجلا من علماء المسلمين ونظر خلفه ليسوي الصفوف ليجد المسجد قد امتلأ بالرجال والشباب والأطفال وفي قسم النساء عرف من أمه وزوجته وابنته فيما بعد أنه كان عن آخره.
بل ولقد اغلق الطريق المؤدي إلى المسجد لازدحام الناس عليه لصلاة الجنازة على هذا الأب الذي طالما دعا إلى الله على بصيرة بدينه وبالدعوة إليه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وطالما أجهد نفسه في إصلاح بيوت المسلمين وتحذير الناس من البدع والخرافات والغلو ومكائد الشيطان ومكائد أعداء الإسلام.
وكان آخر عهده مؤذناً للصلاة بالمسجد فافتقد الناس صوته جداً، ثم طلب الناس من جاره أن يرفع الأذان بعد ذلك ليذكرهم بصاحبه رحمه الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *