[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحســــون[/COLOR][/ALIGN]

•• قبل أسبوع أتاني صوته واضحاً وضاحكاً بتلك العبارة التي تسبق أي كلام يريد أن يقوله – يا سيد الناس – حتى أصبحت تلك العبارة ملازمة له.. كان يسألني عن أحد المواضيع التي يريد أن يتناولها في زاويته كل أربعاء – وأذكر أن الحوار تشعب يومها بتلك \”الروح\” المسالمة التي يتمتع بها.
كان \”فوزي\” من اصحاب البعد الهادئ في تناوله للأشياء بل حتى في خصوماته لا يشتط بعيداً كان يؤمن بأن لا أجمل من كلمة \”حب\” يقولها الإنسان في كل لحظة.. تلك الكلمة التي كان يغزل حروفها كل يوم عبر أثير اذاعة البرنامج الثاني.
إن فوزي ذلك الحريص على جمالية الحرف الذي يصوغه كان يعكس ما بداخل نفسه من رضا وقناعة.. لا يحب القفز على الأشياء أو حتى التدخل في كثير من الملابسات أو متخطياً كل قواعد العلاقات العملية فهو لا يخلط بين العلاقة الخاصة وضرورة اجراءات العمل.
أذكر ونحن في احدى رحلاتنا – الجماعية – لليابان وماليزيا وكان حريصاً على تناول لوح من \”الكاكاو\” إن قلت له لماذا هذا الحرص؟
قال ضاحكاً:
أعرف ضرره ولكن أموت فيه يا علي خليها على الله كل شيء بمشيئته سبحانه وتعالى.
قبل ثلاثة أيام من نعيه أتانا مقاله الذي ينشره كل أربعاء بهذه التلويحة العجيبة التي يقول فيها:
لأني أكره الوداع.. وأكره الثانية الأخيرة في اللقاء.. ألوح لكم بفجيعة الرحيل وانتظر من جديد.. لحظة لقاء..
نعم إنها فجيعة الرحيل.
رحمك الله يا – سيد الناس- .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *