[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

يحز في النفس ويؤلمها مشاهدة هذه المبالغ الفلكية التي لا نعرف حساب حتى خاناتها وهي تهدر وتضيع تحت بند تردي المشاريع والنفوس الضعيفة !
والمراقب لحال مشاريعنا يعلم مدى ما تنفقه الدولة عليها من أجل التعجيل بإنجازها حتى يستفيد منها المواطن .. ولكن أقولها والقلب يتفطر أن أصحاب النفوس الضعيفة أساءوا استخدام المكان الذي وضعوا ، فيه وبددوا الثقة ولم يفكروا بغير القاعدة التي تقول : ( اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها ) .. فخرجوا ببطون متخمة ، وجيوب عامرة ، ومشاريع يا قلب لا تحزن .
إلى متى ونحن نضع أيدينا على قلوبنا في انتظار ضمير المسؤول ليخرجنا من النفق المظلم لنشعر أنه ما زال للخير بقية ؟ أليس هذا الوطن هو وطن المواطن المتلهف والمسؤول المتخاذل الذي لم يأتِ من كوكب آخر حتى يفكر بهذه الكيفية الدخيلة وكأن الأمر لا يعنيه .. ؟ الأمر هنا غير خاضع للتعميم حتى أقطع الطريق على كل الذين سيذهبون بنا لمنطقة التعميم لا يخدم … أعرف جيدا أن هناك من تهمه مصلحة هذا الوطن بل و نطالب بمثل هؤلاء وإعطائهم صلاحيات أكثر لينتجوا ويظهر لنا وجه الوطن بكامل حسنه بعد الكثير من عمليات التشويه التي مارسها أصحاب اشرب قبل لا يحوس !!
وأخشى أن تتسع مساحة الذمم لدى البعض لتتضمن مداخلا ومخارجا وأنفاقا يستطيع الضمير الخروج والدخول منها بحسب الحاجة وأخذ غفوة طويلة إن لزم الأمر.
لا أستطيع تصور أنه يوجد من يقدم مصالحه الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن الذي ينتظر منه تلبية احتياجاته وتسخير الثقة الموكلة له من ولي الأمر من أجل تذليل وتنفيذ متطلباته . أمثال هؤلاء لا يمكن أن يكونوا أسويا .. لذلك وجب محاسبتهم علناً وعدم المحافظة على هيبتهم ومكانتهم التي لم يقدروها هم في المقام الأول ، وقبل ذلك لم يقدروا الثقة التي وضعها فيهم ولي الأمر وانتظرها المواطن الكادح .
لماذا لا يشهر بهم حتى يتعظ الذي في نفسه مرض .. وليكن لنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة وهو الذي لا ينطق عن الهوى عندما قال : والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .. أليس القطع نوع من العدل وفي نفس الوقت ردع وتشهير إلى متى يظل مثل هؤلاء يعبثون بممتلكات الدولة وحقوق المواطنين دون خوف ولا خشية ؟
دعوني اذهب لمقارنة غير عادلة مع المسؤول في العالم والذي يقضي فترته منجزا ومع ذلك يحاسب على الصغيرة قبل الكبيرة , وعندما يخرج يعود مواطنا عاديا يخرج هو مرتاح الضمير لأنه لم يتسبب بغرق مدينة وتشريد أهلها ، ولم يبرم صفقات وهمية على الورق وفي الواقع لا يوجد غير سراب تحوم حوله طيور الحسرة ، ولم يختلس ولم يفسح مساحات من الأراضي بصكوك وهمية. بكل أسف هذا ما جعلهم يتقدموا ليصبحوا دولاً متقدمة وهو ذات الشيء الذي جعلنا كلما خطونا خطوات للأمام عدنا للخلف خطوة مؤلمة .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *