لا نحتاج إلى سياحة عقول

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علاونة[/COLOR][/ALIGN]

تعرف منظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة كلمة «turism» -أي سياحة- بأنها نشاط مرتبط بالسفر، وذلك الشخص الذي يقوم به عليه أن يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلو مترا على الأقل من منزله.
ذلك التعريف كان قديما قبل أن يتطور نشاط السياحة، ويتفرع ويتنوع ما بين سياحة ترفيهية وبيئية ودينية وعلاجية وتسوق وأخرى.
تختلف دوافع السياحة بين شخص وآخر وكذلك متطلباتها، فمثلا هنالك من يقضي عمره سائحا؛ بسبب كثرة المال، فتراه يتجول بين عواصم العالم، ويبحث عن كل ما هو جديد، بالطبع تشمل زياراته عمليات تسوق وعلاج وترفيه بكل أشكالها.
لكن هنالك من لا يملك المال ويتوقف شوقه للسياحة عند رحلة واحدة في العمر أو تزيد قليلا؛ رغبة في التخفيف عن تراكمات أعمال يومية غالبا ما تكون شاقة، وبدافع استعادة النشاط لمسايرة صعوبات يواجهها في الحياة.
وتختلف أنواع السياحة بين شعب وآخر أيضاً تتنوع فترات السياحة، فبين من يكتفي بيوم إقامة واحد ومدة تتجاوز الأسابيع، يختار كل ما يناسبه حسب ما يملكه من مال أو وقت.
في دوائر ضيقة عند مسؤولين في الغرب، يُبحث على الدوام عن صنف من السياحة بجانب البحوث العلمية والطبية والعسكرية، بما يعرف بـ»سياحة العقول»، ويرتبط هذا النوع بوسائل الإعلام بشكل وثيق، على اعتبار أن لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة في سلوكيات البشر وتعاملاتهم.
ذلك الصنف من السياحة يمارس منذ عقود، لكنه يتطور عاماً بعد عام تزامنا مع تطورات دراماتيكية تشهدها دول عربية وغربية، وتنفق المليارات عليها لأهميتها، خصوصا في الحروب والاحتلالات.
تلك السياحة تؤثر في الرأي العام، وتعكس مضامين استطلاعات الرأي، وأحياناً تأتي بنتائج معينة بعد سنوات ضمن خطة استراتيجية طويلة المدى، يمكن أن تكون بإعلان تلفزيوني، أو بنشرة أخبار، أو ضمن تعليمات دخول دور السينما.. إلخ.
في بلادنا العربية لا نحتاج إلى سياحة عقول، ولا إلى مطورين لها حتى إن عقولنا سائحة على الدوام لا تحتاج إلى فترة نقاهة أو راحة قصيرة حتى لو كانت في رحلة سفر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *