لا مياه ولا صرف صحي
ابراهيم معتوق عساس
كانت صورة مؤثرة ومقززة تلك التي نشرتها جريدة عكاظ في عددها الصدر يوم الجمعة 18-1-1432هـ على صفحتها الأولى حيث ظهر في تلك الصورة المؤلمة التي تمثل الوجه الآخر الكئيب للمحافظة التي يطلق عليها جوازا مسمى \”عروس البحر الأحمر\” فقد جسدت الصورة الصحفية المعبرة ما هو عليه أحد أحياء عروس البحر جدة من مستوى متدنٍ للنظافة وصحة البيئة فقد تكونت في الحي بحيرة آسنة من المياه الجوفية مياه الصرف حتى غدت بعض الطيور تحوم حولها وعلى ضفافها فيما وضعت صورة أخرى في الإطار لطفل من الحي نفسه \”حي قويزة\” تقدم له الاسعافات الأولية لإصابته بحمى الضنك المنتشرة في محافظة جدة منذ أعوام ومما يؤسف له تماما أنه لا يمر يوم من الأيام الا تحمل فيه احدى الصحف المحلية صوراً تجسد مأساة جدة من المياه الجوفية الآسنة الناتجة عن عدم وجود شبكة تصريف صحي في الأحياء والمحافظات.
وهذا الأمر ينشر عنه منذ سنوات طويلة ولم يزل الحديث قائماً عن قرب استكمال شبكات الصرف الصحي ولكن الأمراض تنتشر وتتنوع، والأحياء المتضررة لم تزل معاناتها مستمرة والأمراض والاصابات تفتك بسكانها دون أن تقدم الجهة المختصة أي جهود عملية انما مجرد وعود تتلوها وعود وكأن تلك الجهة قد تفوقت على السيد عرقوب وما مواعيده الا أباطيل واذا كانت جدة تعاني من هذه المسألة بشكل واضح وتشكو من قصور خدمات الوزارة المسؤولة عن الصرف الصحي فإن الأمر لا يقتصر عليها ولا على مشكلة الصرف الصحي بل إن مشاكل نقص المياه وعدم وجود شبكة ممتدة إلى المنازل موجودة في مكة والطائف وباقي المحافظات ايضاً، بل ان المخططات التي مددت فيها شبكة الصرف الصحي في أم القرى تجد فيها منازل لم يقم أصحابها بتوصيلها بالشبكة فترى المياه الآسنة تسيل مؤذية بقية اصحاب المنازل فإذا اتصل بعضهم بفرع الوزارة في مكة كما حصل معي شخصيا قيل له بعد وعد بوصول فرقة لمعالجة الأمر ثم يكون ذلك الوعد عرقوبياً فإن عاود الاتصال قالوا له جارك غير مشترك إذهب وأشكوه للإمارة مع انه كان من الواجب في مثل هذه الحالات تكليف فرقة تقوم بتوصيل المنازل التي لم تشترك في الشبكة ثم مخاطبة جهات الاختصاص لإجبار المخالفين على سداد رسوم الاشتراك.
أما القول: اذهب واشكو للامارة فذلك دليل على تخلي تلك الجهة من الواجب الأساسي المنوط بها وتخلف في فهم ما ينتج من أضرار عن اهمالهم لمثل هذه الأمور أما المياه وشبكتها في مكة المكرمة، فمن يشاهد الأعداد الهائلة من أعداد المياه ويرى التزاحم على المياه يظن أن أم القرى محرومة من أي تمديدات منزلية حتى الآن، وحتى الذين قاموا بشراء ناقلة ماء وكتبوا عليها خاصة غير مخصصة للبيع وضربوها باللون الفضي حسب طلبهم فإنهم لم يسلموا من المضايقات فإن غاب السائق في اجازة او مرض وساق الناقلة سائق آخر تحت كفالة صاحبها قالوا له: فين السائق السابق وطردوا الناقلة من الموقع، لتعود لصاحبها بلا ماء مع انهم يغضون اعينهم عن الناقلات الملونة باللون الاخضر المخصصة للمياه غير الصالحة للشرب، فيدعونها تدخل الى المناطق السكنية لتصب في العمائر السكنية فإن قلت لهم كيف تتركون هذه الوايتات قالوا: انها تخدم البناء في الاحياء، وإن اخبرتهم ان الأعمال موقفة في هذه الأيام من رمضان ومن شهر الحج أداروا وجوههم وتركوك قائما واذا عرض عليهم صاحب عقار مقتدر الاستغناء عن ناقلته الخاصة والاستفادة من المياه الجوفية الموجودة في حدوده لتنقيتها تنقية ثلاثية اقتداء بمن حصلوا على هذه الموافقة لاستخراج وتنقية وبيع المياه الجوفية بعد تنقيتها وبين أن لا يريد البيع انما يريد الاستفادة من هذه المياه قالوا ان هذه ليست من صلاحية الفرع، لأن من أعطى فلاناً هو علان وعلان في المقر الرئيسي وليس في الفرع ولذلك فإن الصورة التي نشرت في عكاظ معبرة تعبيرا واقعياً عن الحال لمن ينشد عن الحال!!
التصنيف: