لا تمنح قلبك لمن لا يقدر قربك

• ريهام زامكه

في رأيي أن الخيانة هي أبشع إحساس قد يشعر به أي إنسان مهما اختلف نوع العلاقة الإنسانية التي تربطه بالطرف الآخر ، فالخيانة مرض يصيب جسد العلاقة فينتهكها حتى الموت. ومما لا شك فيه تعتبر الخيانة هي الحد الفاصل في العلاقات البشرية لأنها تنال بشكلٍ مباشر من أحاسيس يصعب استعادتها اذا فُقدت ويصعب من بعدها الترميم لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك العلاقة!.
ما دعاني لإثارة هذا الأمر شخص تواصل معي وهو أحد الأشخاص الذين يعانون الأمرين بسبب الخيانة ، حدثني عن مشكلته وحكى لي تجربة زواجه الفاشلة والتي ابتدأت بقصة حُب وانتهت بخيانة زوجته له ، وقد تعاطفت معه كثيراً فما أصعب تلك المواقف التي ينكشف فيها الستار عن بعض الحكايا المشوهة فيخرج الإنسان منها مهزوماً ومنكسراً عندما يُصفع صفعة قوية تشُل أحاسيسه ومشاعره وتفكيره!.
كان صوته هادئا ، لكني لمست نبرة الحزن والإنكسار والوجع في كلامه ، بدأ حديثه معي قائلاً :” خانتني وأنا لم أقصر معها في شيء رغم صعوبة ظروفي ومصاعب الحياة ، كنت أحاول أن ألبي لها جميع رغباتها وما تطلبه” ، لكنه اكتشف خيانتها له عبر وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي لسد إحتياجات مادية بحتة بعد زواج دام لسنوات وكانت ثمرته ابناء هم الضحايا الآن ووحدهم من يدفعون الثمن ، ورغم ذلك كان حليماً ومتسامحاً وحاول احتواء الأمر وردعها عن الطريق الخاطئ الذي تسير عليه دون فائدة على حد تعبيره ، وبعد ما سمعت منه ما يحكى ومالا يحكى نصحته (بتطليقها) عشر مرات وليس ثلاث فقط ، وبعدم تكرار المحاولة معها لأنها رغم خيانتها له هي إنسانة غير جديرة لا بالثقة ولا بالاحترام لأنها أم لأربعة ابناء ولم تكترث حتى لأمرهم ، والطبيعة الفطرية والمنطق يقولان إن عافت الزوجة زوجها لأي سببٍ كان (مع السلامة) يذهب هو ويأتي غيره زوج ثان وثالث وعاشر ، لكن من يعوض الأبناء؟!.
ما استطيع تلخيصه من هذه القصة هي أن الخيانة ليست حصراً على الرجال فالنساء يخُنّ أيضاً ، وتتعدد الأسباب والمسببات لكل ذلك ، وبالطبع هذا الانفتاح والثورة التكنولوجية الحديثة وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي وما صاحبها لها دور كبير إن ساء استخدامها كان ذلك كفيلاً بخراب البيوت وتشتيت الأُسر ، ولكن في رأيي لا علاقة للعُمر بذلك ، فالتربية السوية وأخلاقيات الشخص تحكم هُنا وكما يقولون يشيب المرء على ما شّب عليه . نصيحتي لكل قلب أدماه جرح الخيانة يوماً ؛ طَبب ذاتك ، عالجها ، داويها ، لا تمنح قلبك لمن لا يقدر قربك ولا تحاول أن تعيد حسابات خاسرة ، افتح صفحة جديدة وابدأ من جديد ، فالعُمر مَرة وحين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى.

@rzamka
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *