لا تعتذروا يا رؤساء البلديات
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم عبدالواحد زقزوق[/COLOR][/ALIGN]
من الغريب أن كثيراً من مدن المملكة تتحدث من زمان عن قضية ارتكاب الأخطاء في كل شارع وفي كل حارة. وفي كل زقاق من الحفريات التي يخلفها مقاولو الخدمات العامة، وخاصة في مكة المكرمة، وكثير من الكتاب الأفاضل كتبوا في الصحف المحلية عن هذه الملاحظات، ولكن لا أحد يتحرك ولا أحد يهتم . حتى ولو بالرد على الكتاب بوجهة النظر المقنعة، كأن المسؤولين عجزوا عن ملاحقة هذه الشركات وإلزامها بتصحيح أخطائها بعد أن قبضت تلك الشركات قيمة تلك السفلتة والحفريات.
إن ملايين القراء في دهشة من أن شيئاً لم يحدث لمقاومة الطوفان من الحفريات وبعض النظافة.
لست ادري هل نحن في حاجة إلى عملة صعبة لردم المطبات التي تحطم السيارات، وتكلفنا ملايين الريالات من العملة الصعبة لشراء قطع الغيار، وهل نحن نستورد الاسفلت من اوروبا وامريكا لهذا نحتاج إلى دولارات؟!!
الذين يعتذرون عن الفوضى في الخدمات بحجة انه ليس هناك بند يسع هذه المصاريف.. إنما يحاولون استغفال الرأي العام.. والرأي العام أذكى من أن يصدق هذه الأعذار التي تحاول التستر على الاهمال والاستهتار.
يقول الناس إن ميزانية الدولة والحمدلله في كل عام تشمل الكثير من المبالغ للمشاريع والصيانة والنظافة، وبهذا كم من الريالات السعودية تستطيع ردم الحفر التي جعلت المشي في الطرق عملية شبه انتحارية.. وقد بدأ الكتاب يتصورون ان المسؤولين يعاندونهم . حيث إنهم كلما ضاعفوا الكتابة ضاعف المسؤولون من اصرارهم على عدم الاهتمام بما يكتبون وقد سمعت مواطناً يرجو الكتاب والصحف ان يمتنعوا عن المطالبة بالسفلتة والنظافة حتى يرق المسؤولون ويمتنعوا عن عنادهم وتعنتهم.
ويتصور أناس آخرون أن السر يكمن في أن بعض المراقبين على النظافة والسفلتة أميون لا يقرأون ولا يكتبون. ولهذا لم يقرأوا شيئاً عن شكوى الناس.. وليت الاذاعة تهتم بعرض ما تكتبه الصحف حتى يسمعها \”الإخوان\” الذين اشتغلوا في هذه المراكز ولكنهم لا يقرأون.
نحن نعتقد ان المسألة أبسط من كل هذا فنحن في هذه المملكة لا نشك في حسن نوايا المسؤولين ونبل أخلاقهم وأهدافهم وسمو مبادئهم غير أننا نقول : يا رب.. أعطِ كل مسؤول في هذه المملكة العمر ليحقق به ما يحلم من تقدم ورقي لهذه البلاد التي شرفها الله بالحرمين الشريفين.
نتمنى أن نرى اليوم الذي تصبح فيه مكة وبقية المدن هتافا على كل لسان، وانشودة على كل الشفاه، ونتمنى أن نرى أو نسمع عن أن المسؤولين يعتذرون لنا عن التقصير الذي حدث، انه هو اليوم الذي جُعلت فيه هذه المملكة في عيون العالم كبيرة وستظل دائماً باذن الله.
انه اليوم الذي أثبت السعوديون أنهم قادرون على رسم التخطيط والتطوير والاختراع.
تحية لقائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الذي يقودنا إلى التطور، وتحية لكل فرد في هذا البلد.
مكة المكرمة
التصنيف: