لا أحد فوق القانون إلا الحب!

نيفين عباس

شُرعت القوانين حتى تتحكم وتنظم سلوك الإنسان وتحفظ الحقوق للأخرين وتعاقب كل من يخالف ذلك فهى الرادع الذى له السلطة فوق كل شيئ حتى يتحقق الأمن والأمان للمجتمعات

دائماً يُقال لأ أحد فوق القانون ولكن هناك شيئ واحد فقط هو الذى إستطاع إجتياز تلك العبارة وهو الحب ، فالحب الجريمة الوحيدة التى لا يعاقب عليها القانون ، فهو يخترق كل الحواجز والقيود ويسرق قلب الشخص وعقله وتفكيره ويخطفه بعيداً عن كل من حوله ، الحب لغة جميلة بين شخصين ، لا يدركها أو يعرفها إلا من أحب حباً حقيقياً مع شخص يكمله فهو لا يتبادل الحديث إلا معه ولا يضحك إلا على كلماته يبحث عن طيفه أو أى شيئ يتعلق به طوال الليل والنهار ينام ويصحوا على صوته ، فى الحب وقعت الكثير من الجرائم التى سطرها التاريخ بحروف من ذهب ، فحب قيس إلى ليلى وعنتر إلى عبلة كان حب فوق كل القيود والقوانين ، لم يعرف قلبهم اليأس ولا لحظة حتى بالرغم من كل الظروف الصعبة المحطية التى كانت تحول بينهم ، الحب وحده هو الذى إستطاع إجتياز كل تلك العقبات ، لم يكترث لأى قبيلة ينتمى هذا أو ذاك ، لم يكترث لحديث الأخرين وهمساتهم التى كانت تخترق السمع بقصدٍ حتى تنزل على النفس الكثير من الحزن وفقدان الأمل فى الوصل ، بالرغم من كل تلك العقبات والفوارق لم يستطيع أى إنسان على مر التاريخ من منع الحب بين قلبين ، فمهما شُرعت قوانين لن يستطيع أى أحد إيقاف نبض القلوب مهما تظاهر بالقوة والحزم والجدية فى الأمر ، فالحب يخترق كل الحواجز ولا يفرق بين أبيض أو إسود ، عربى أو أجنبى ، طويل أو قصير ، نحيف أو بدين ، قد يعيش الإنسان أحداث مختلفة عن تلك التى أرادها فى حياته يوماً ما ، ولكنه يظل داخله مشاعر أخرى لا سلطة له عليها ، فقلبه الذى يخفق حباً لأحد لن يستطيع إيقافه عن النبض تجاهه أو نفيه بعيداً حتى يَنسى ويُنسى ، كذب من قال أن الحب له ظوابط وقيود فعلى سبيل المثال الخيزران وشجرة الدر كانوا مجرد جوارى ومع ذلك وقع فى حبهن ملوك ولم يستطيعوا بالرغم من النفوذ الشديد والسلطة المُطلقه التى كانوا يتمتعون بها إيقاف الحب من سرقة قلوبهم وإهدائها لهؤلاء النساء بل ورفعوا الراية أمامه حتى جاهروا بحبهن أمام الجميع ، مما يعنى أنه مهما بلغت مكانة الإنسان لن يستطيع محاكمة الحب الذى سرق قلبه فالحب يخترق القلب ويسرقه فى لحظة دون حتى إستئذان ، قد يعاقب السارق على سرقته وشُرعت القوانين التى تحمى الحقوق والممتلكات من السرقة والتعدى ولكن لم تشرع أى قوانين ولن تشرع حتى تمنع الحب من أن يسرق قلوبنا وتحاكمه ، لذلك إن لم تستطيع ردع الحب من سرقة قلبك دعه يأخذك إلى عالم أخر يجعل كل من عرفه يعشق السرقة ويكسر بالقوانين عرض الحائط

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *