[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

أحدث تقرير صدر من منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في سبمتبر2010م جاء فيه بأن عدد الجائعين في العالم أنخفض إلى 925 مليون إنسان – أقل 98 مليوناً عن عام 2009م ولأول مرة ينقص عن مليار! – ولم نكد نفرح بالخبر حتى صوب سهم لقلوبنا بأن كل 6 ثوان يموت طفل بسبب نقص الغذاء ومايسببه من أمراض.
وتتصدر سبع دول قائمة أعلى معدلات الجوع عالمياً:
الصين،الهند،بنغلاديش،أندونيسيا،باكستان الكونجو وأثيوبيا.
كما ورد في تقرير إخباري مصور عرضته قناة فضائية مصرية أن قرية أجهور الصغرى في مصر فيها 350 أسرة تنازلت عن أبنائها – بعقود موثقة في الشهر العقاري !! – من أجل عيون الهجرة لأوروبا والبحث عن فرصة عمل لإرسال أموال لأسرهم ليعيشوا بها.
في الوقت الذي كانت قمة تنمية أهداف الألفية منعقدة في نيويورك والتي أعلنت أن من أهدافها خفض عدد الفقراء في العالم وأوجعت ضمائرنا بإحصائية تفيد أن كلفة إخراج العالم من الفقر توازي كلفة إنفاق البشرية على الحلوى فقط!!
ترى على نستطيع الاستغناء عن الحلوى؟؟ وهل يستطيع طفل تربى على الرفاهية أن يتنازل عن بعض الحلوى التي يستمتع بتناولها يومياً ليجد طفل آخر جائع مايسد رمقه.
ديننا الإسلامي الحنيف لم يغض الطرف عن هذا الموضوع كما يفعل كثير منا بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: \” والله لايؤمن من بات شبعان وجاره جائع \” فقد ربط الإيمان بإحساسنا بإخواننا الجائعين .. وكم من عائلة بل دولة تبات متخمة وجيرانها جوعى.
فإذا كان من لايهتم بأمر الجياع يوجد نقص كبير في إيمانه فكيف بمن يتسبب في جوعهم؟ نعم فهناك بشر يمنعون غيرهم من لقمة العيش ظلماً وعدواناً وهناك دول ترمي بالقمح للبحر حتى لاينخفض سعره وملايين الأفواه المفتوحة تتلهف على حبة قمح واحدة.
وقد سمعنا عن بنك الغذاء في مصر وفي بلادنا جمعيات تجمع الطعام من الولائم لتوزعها على المحتاجين كل هذا جيد ومطلوب للتكافل الإنساني والاجتماعي لكنه لايكفي، فمازال هناك من يبحث في صناديق النفايات عن كسرة خبز ومن لايجد طعام لأيام، وكلنا مسؤولون بحسب إمكانياتنا ومواقعنا وماتفضل به الرزاق علينا فلا نبخل به على غيرنا من المحتاجين.. وبعد أداء كل مابوسعنا نفعل مثل سيد التابعين أويس القرني الذي كان يتصدق بكل مالديه ثم يقول: (اللهم إني أبرأ إليك من كل كبد جائع).
وشعار منظمة الفاو باللاتينية هو panis fiat والذي يترجم إلى العربية \”أوجدوا خبزاً!\”
فالإنسان الجائع لايستطيع التفكير بشيء آخر غير أن يجد مايأكله ومن هنا صدرت مقولة: (عض قلبي ولاتعض رغيفي ) ولاأدري من قائلها لكنها حقيقة واقعية جداً.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *