كُلنا مع تحرير المرأة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بسام فتيني[/COLOR][/ALIGN]

ربما كان المقال السابق والذي كان بعنوان (دعوها تقود لكن بقيود) قد أثار البعض وكانت ردود الأفعال متباينة ومتعددة ولا استغرب ذلك أبدا , لكن أثناء تصفحي في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك شدني ما كتبه أحد الأعزاء وهو بالمناسبة رجلٌ متخصص بالموارد البشرية , وهو ما أثار دهشتي أكثر لأن ما ذكره لم يصدر من داعية أو طالب علم وهو ما كان من المفترض أن يكون لكن الله المستعان , سأترككم مع سطوره التالية ومع ما قاله (ع . الزهراني) :
أنا ادعو إلى تحرير المرأة في المملكة، ولكن من ماذا؟ أدعوا لتحرير المرأة المغصوبة على زوج لا ترضاه ويضربها آناء الليل وأطراف النهار، أدعو لتحرير المرأة تلك التي تعمل وتكد ويستولي على راتبها زوج خاملٌ عاطل أو مستبدٌ جاهل أو أب لا يهمه إلا أموالها ، أحررها من أبٍ عضلها ومنع زواجها بحججٍ واهية ومن اجل حفنةٍ من الريالات، أحررها من ذئابٍ بشرية تساومها على عرضها من اجل وظيفة أو تقديم خدمة ما….ادعو لتحرير تلك المرأة التي تعول أيتاما وبراتب تقاعدي لا يكاد يكفي لتسديد الفواتير ..أو تلك العجوز الوحيدة التي تناقص راتب زوجها المتوفى حتى كاد ألا يكفي لشراء خبز .. أدعو لتحرير تلك المرأة المطلقة والتي لا ذنب لها إلا أنها مطلقة وينهش المجتمع في لحمها صبح مساء.. ادعو لتحرير تلك المرأة التي اخذ منها ابنها أو ابنتها بحجة أن الأب أحق بالحضانة بجرة قلم قاضٍ غير عادل ويعود ابنها أو ابنتها مسلوخ الجلد أو مقطع الآذان أو بتخلف ذهني من تعذيب الأب .. حرروا تلك المرأة التي منعت حقها في الورث أو التمتع بالحياة والزواج من اجل الحفاظ على اسم العائلة أو الورث..والله يوجد زميلات لزوجتي بلغن الخامسة والأربعين دون زواج بحجج واهية متخلفة فهؤلاء من يحتجن إلى تحرير..يا من تدعون إلى تحرير المرأة من دينها وخلقها وعفتها تدعونها لتكون سلعة ممتهنة لتمتعوا عيونكم الشرهة…حرروا المرأة مما ذكرت لان غير ذلك قد كفله المولى لها…وهذه الأمثلة لا تحصر .. كثير من الحالات المتخلفة في المجتمع..لا يتسع المقام لسردها (انتهى كلامه).
حقيقة لا أملك إلا أن أقول لهذا الرجل شكرا من القلب فقد نطق بما كان لابد له من أن يقال , كلي أمل أن يركز الدعاة ومرتقو المنابر في الجوامع على هكذا مواضيع فتحرير المرأة كمصطلح لا يعني بالضرورة إفسادها بل تحريرها من عقول فاسدة جُبلت على تهميش المرأة كانسان,نعم قد يرى البعض أن المطالبة بالسماح للمرأة أن تقود هو موضوع ليس ذا أهمية أو أولوية ونقول إن الأولويات قد تختلف من شخص لآخر لذا على كل صاحب أولوية أن يدافع عنها لتكون كل المواضيع والقضايا أولوية لمن يدافع عنها دون التقليل من قضايا الآخرين ,نعم نريد أن نحرر المرأة من كل قيودها الظالمة لها كما ذكر أعلاه وذلك لا يعني أبدا أن من يطالب بغير ذلك كالقيادة وبفتح مجالات أخرى لسيداتنا كفرص وظيفية هو من المنكرات . ليتنا نتفق على أننا مسلمون ولا يمكن لأحد أن يصادر حق الآخر في الدفاع عن قضاياه فالطبيب والمعلم والمهندس والعامل والخادم والطالب له قضية تخصه مثله مثل أي فرد في المجتمع فلِمَ إذن نصنع فروقا في الأولويات؟ .. دعوا الجميع يطالب بما يراه حقا له دون الانتقاص من الآخر فلعلنا بذلك نسير قدما بقضايانا نحو بر الأمان أو على الأقل التكامل ولا أقول الكمال فالكمال لله عز وجل هذا ما ارجوه والله الموفق .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *