كي لا تتلاشى خيوط المجد
كشفت وكالة ناسا للفضاء عن وجود سبعة كواكب بصفات شبيهة بالأرض تدور حول نجم قريب ، مما يجعل هذه الكواكب المرشح الأقوى من بين الكواكب الخارجية أو الكواكب الموجودة خارج نظامنا الشمسي المرشحة لاستمرار عملية البحث فيها عن حياة خارج كوكب الأرض.
شكرًا ناسا فقد أضفت ولا زلت تضيفين الكثير في سماء البحث والعلم . إضافة ناسا لنا كسعوديين تواجد عالم سعودي ضمن فريق مكتشفي الكواكب السبعة والتي يطلق عليها ” القزم الأحمر ” وهو الدكتور ياسين المليكي والذي يشغل رئيسا لمركز خادم الحرمين الشريفين للفلك وعلوم الفضاء في ساعة مكة المكرمة .
والمليكي عضو في هيئة التدريس في قسم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبد العزيز والتي لا زالت تحتل مركز متقدما في الترتيب العالمي في تدريس قسم الرياضيات والتي قدمت جهودا تشكر عليها مؤخرا تمخضت عن إرساء اسم الجامعة العريق في الترتيب العالمي وكذلك الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن .
أضاف المليكي وغيرهم من العلماء والمخترعين السعوديين العاملين في الداخل أو الخارج سجلا مشرفا زاد بريقا بعد أن كاد يتلاشى .
ذكرت حينها ان احد منتقدي تعليم الشرق الأوسط حاورني بمقولة ” لا نعتد بتعليم الشرق الأوسط فهو في المقاييس العالمية في آخر الميزان “!! حينما تقام فعاليات معارض الكتاب أو المهرجانات الثقافية التي تهدف الى إشاعة التنوع الفكري والحضاري وترك الخيار للمتلقي والقارئ ليقطف من بساتين المكتبات العالمية ولينفتح على العالم وثقافاته ، نتفاجأ بمن هم يتوافدون لاطفاء شعلة الثقافة والتنوير
ولا زلت لا اعلم سببا مقنعا لهذه الحراسات !! فالعلم والثقافة سلاحا لا يحتاج الى من يحرسه فهو الحارس من ظلمات الجهل والمحارب له محاربا للعلم والتنوع الثقافي وهو في نهاية المطاف يتمنى استمرار الجهل لينعم بتمرير اجندته كما يجب .
لنعد ” لناسا” التي سررنا بها وسرت بالمليكي الذي رسم لوحة للملكة يحتفى بها . وهنا لابد من ذكر ان ناسا تحتضن بين أفرادها عشرة علماء عرب يندرجون من القارتين آسيا وإفريقيا وتحديدا من دول المغرب العربي والشام وباستطاعة كل مهتم بذلك البحث وقراءة سيرهم الحافلة بالمجد . فهم عشرة علماء لم يجدوا بيئات تحتضن مواهبهم فاختاروا التحليق خارج السرب ليعيدوا الحياة الى مواهبهم والتي لولا تحليقهم لنالت حقها من النسيان والإهمال .
تغذية بيئات العلماء والمفكرين والمخترعين مشروعا لابد ان يأخذ بعين الاعتبار كما أتمنى من وزير التعليم إيجاد أنشطة تدرج الطلاب والطالبات في حلقات تحاورية ومحاضرات تثقيفية مع هؤلاء المبدعين وخصوصا في المدارس المتوسطة والثانوية أسوة بالكثير من المدارس حول العالم والتي تستضيف باستمرار علماء ومخترعين
وتدفع لهم الكثير للاستفادة من خبراتهم وإفادة النشء منها كما وتنظم زيارات للمراكز البحثية لكلا الجنسين فالموهبة ليست حكرا على جنس معين . ففي الوقت الذي يتنافس فيه المخترعين السعوديين للوصول الى النهائيات العالمية ينطفئ بريقهم بعد لحظة فوزهم بالتصفيات ولا نعد نسمع عنهم شيئا !! لانعدام ثقافة الاحتفاء بالمخترع أو المبدع ولعدم وجود بيئات جاذبة تهتم بإذكاء هذا الإبداع وصهره ليستفيد منه الجميع .
نافست اليابان و كوريا الجنوبية والصين وسنغافورا الولايات المتحدة في الاستثمار بفئة المبدعين والمخترعين حتى ولو كانوا صغارا وتعاقدت مع شركات تتبنى اختراعاتهم واستطاعت محاكاتها في الصناعات العالمية بل وسبقتها ببعض المجالات . ووصلت الهند والفلبين وتايلند وفيتنام وغيرها من دول اسيا في تعليمها مراكز متقدمة مؤخرا بفضل ترسيخ ثقافة الاستثمار بالمبدعين والمخترعين .ورجائي ان تكون حروفي وكلماتي قدمت ولو جزأ بسيطا لهذه الفئة وأمنياتي ان لاينطفيء بريق ناسجي خيوط المجد أو يتلاشى .
كاتبة سعودية مقيمة في كندا
التصنيف: