علي محمد الحسون

** في مرارة واستغراب اتصل بي والحزن والفجيعة تكادان تقطران من خلال سماعة الهاتف وهو يقص علي حكايته مع \”الخادمة\” التي استقدمها من \”الحبشة\” يقول:
قمت باستقدام عاملة منزلية من الحبشة، وبعد اجراءات عديدة وطويلة وصلت إلى مطار جدة، وذلك قبل شهر رمضان، لكنها لم تستطع الدخول لأنها سبق وأن رحلت عن طريق الترحيل، وقد سجلت بصماتها، فعند قدومها إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة اكتشف أنها لا يمكن دخولها لأنها لم يمر عليها خمس سنوات، واعيدت من حيث اتت، وإلى هنا وكل شيء طبيعي، بل أفرحني بأن من يتم ترحيلها لا يمكن أن تقدم إلى المملكة مرة أخرى رغم الخسارة المادية التي لحقت بي، لكن \”الفجيعة\” أنها قبل أيام فاجأتني باتصال هاتفي تقول إنها في جدة، وإنها تعمل في أحد المنازل، فقلت لها كيف حصل ذلك.. فقالت وهي تكاد تطير فرحاً بصوتها الواثق، لقد أخذت تأشيرة إلى اليمن، ومن اليمن اتيت وبصحبتي أكثر من مئة. كيف هذا؟ قالت هذا ما حدث لقد دفعت حوالي خمسة آلاف ريال لأحدهم في اليمن وقام بتهريبي.
لكنها قطعت الاتصال عندما أحست بأنني مذهول مما أسمع، وخشيت أن أقوم بالارشاد عليها.
وختم حديثه معي قائلاً: ماذا تقول فيما سمعت، قلت حقيقة لا أعرف ماذا أقول، كل الذي استطيع أن أفعله أن اذكر هذه الحكاية لعل المسؤولين يتحركون في معرفة كيفية دخول هؤلاء إلى البلاد ويحولونها إلى هذا الحشد من التزاحم الذي يصل إلى حد الاختناق، ناهيك عن ما يسببونه من خروج على النظام وعلى السلم الأهلي.. وعلمي سلامتكم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *