•• منذ ان عرف التصحيح في عالم الكتابة وهو “مربط الفرس” الذي يجد فيه بعض الكتاب ضالتهم في الخروج من الاخطاء التي يقعون فيها ووضعها على كاهله والمصحح بطبعه او بتكوينه “العملي” انسان بعيد عن “الاضواء” بكل انواعها.. وهو “النجار” الذي في يده “الفارة” لتعديل كل النتوءات.
والتصحيح له حكايات وحكايات منذ ان عرف الانسان هذه “المهمة” الشاقة.. والمتعبة.. ولو ذكرت الاخطاء الجسيمة التي وقعت بسبب التصحيح لرأينا الغريب والعجيب بل والمحرج الذي لا نعرف كيف نعالجه أو نبرزه.. المصحح انسان عليه ان يصحح خطأ من يخطئ وتلك مهمة على قدر اهميتها وشرفها فهي “بلوى” فهو عليه ان يكون “مصححا” وان لا يشرد من حضوره.. الذهني وان يكون منتبها لكل واردة وشاردة فيما هو بين يديه.
واعترف ان هذا المصحح.. هو “المشجب” الذي يضع عليه الكاتب مسؤولية أي خطأ وقع فيما كتب.
على ان الذي اريد ان اقوله ان “المصححين” انواع والوان.. و”مزاجات” ايضاً.. ولأبدأ من الوصف الاخير وهو “المزاج” فهذا “المصحح” له مزاج فهو مثلا لا يهضم كاتباً “ما” فلا يهتم بموضوعه ويصححه من وراء كفه كما يقال.. وهناك كاتب خطوطه غير واضحة والمصحح هذا مثل المدرس الذي يصحح مادة الطالب فاذا كان الخط واضحاً ونظيفاً يعطيه درجة متقدمة والعكس بالعكس وهذا نوع سيئ من المصححين.
وهناك مصحح لا يفهم روح النص فهو يصحح المادة.. بذاتها اعرابا.. وصرفاً لا يعنيه هل موقع العبارة في سياق الكلام صحيح ام لا.. وهذا نوع “جامد” من المصححين.. وهناك “مصحح.. عنده القدرة على فهم روح النص فتراه يعطيه من ذاته ويتفاعل معه.. وهذا النوع نادر على حد علمي.. مناسبة هذا الكلام لبعض كتابنا الذين يحتجون على اخطاء التصحيح لدينا ومعهم كل الحق.. واقول لهم لقد ضحكت وانا اقرأ بعض كلمات للسياب حيث جاءت كلمة “شوق يخض دمي” اتت “يخفى” دمي ولا اعرف كيف يخفى الدم”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *