كيف نصنع المعلم قبل أن نوجد الطالب؟

Avatar

[COLOR=blue]عزة أحمد[/COLOR]

المعلم إذن هو حجر الزاوية لبناء صرح الأمة الشامخ، فلابد أن تكون العناية به فائقة حساً ومعنى، ابتداء من اختياره، ومروراً بتطويره، وانتهاء بتوقيره، وبين ذلك إغناؤه عن غيره، فليس المعلم هو الخريج حتى يكون خِرِّيجاً ماهراً في مادته وأسلوب عرضه وطرحه، ولا يكون كذلك حتى يكون قد بذل في التعليم تأسيساً وعطاءً، وليس المعلم من حفظ ووعى ثم لم يطور نفسه بوسائل المعرفة وتطورات فنِّه حتى يكون ابن بجدته، وليس هو الفقير العائل الذي تحوجه حاجاته أن يبحث عن مصدر كسب آخر يكتفي به في حياته حاضراً ومستقبلاً، وليس هو الذي يشقي به غرساً ويجنيه ذلة، فلا يوقر في الفصل ولا في الإدارة، ولا عند ذوي الطلبة أو المجتمع، كل أولئك ليسوا هم المعلمين الذين يؤمل منهم أن يكونوا حملة رسالة العلم التي تنير لنا الحياة علماً مشعاً نافعاً، ومجتمعاً فاضلاً وقوراً، وحضارة راقية منشودة، فعلى المؤسسات التعليمية أن تعي كثيراً رسالة المعلم، فتجعلها في نصابها الحقيقي الذي يتعين أن تكون فيه. إن كلام الناس يكثر عن المعلم لتحميله كل إخفاق، وتبعات كل فشل، والواقع أن ذلك حق، لكنه ليس منصفاً، والإنصاف أن نحقق واجباتنا نحو المعلم بما تقدم ذكره، ثم لا نحتاج أن نلقي باللائمة عليه بعدُ؛ لأنه لن يكون إلا كما نحب، وإذا أردنا أن ندلل على ذلك فالدلائل كثيرة في صورتي الإيجاب والسلب.
فعلينا في مستهل العام الدراسي أن نعرف كيف نصنع المعلم قبل أن نوجد الطالب، فإنه إذا لم يوجد المعلم المطلوب، فلن نجد الطالب المنشود، ويكون الحال كما قال شوقي:
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة
جاءت على يده البصائر حولا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *