[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. محمد حمد خليص الحربي[/COLOR][/ALIGN]

أبنائنا أكبادنا تمشي على الأرض، فكيف ندع أكبادنا تداس وتهان وتتمزق على مرأى منا ؟ نحن من عادتنا وتقاليدنا وأعرافنا أن نهتم بأطفالنا وهذا ما أملته الغريزة البشرية وزادنا تعلقا بهم ومسؤولية تجاههم، ديننا الحنيف حيث جعلنا أولياء أمور وكل منا راع، ومسؤوليتهم توزعت بين الأم والأب والمدرسة والمجتمع، فإذا اختل طرف من تلك الأطراف وتكاسل أو أهمل بدوره فلا شك أن ذلك سيؤدي إلى تزعزع في التربية مما يؤثر في سلوك المجتمعات وخاصة في سلوك أبنائنا المراهقين، فهم صفحة بيضاء يتأثروا بما حولهم بسهولة وقد يتحطم مستقبلهم فيما لو التقوا بمن لا يخاف الله ولقنهم ما يخالف الشرع والدين أو وجههم إلى ما يدمر حياتهم والوقوع في المنزلقات الخطيرة مثل المخدرات وطريق الرذيلة أو التطرف والتشدد.
فكما نعلم أن المراهق سهل الانقياد ويدفعه حب المغامرة وحب الاستطلاع وهذا ما يجعله يهوي بسهولة إلى مهاوي الردى.
ومن أجل المحافظة على أبنائنا وأجيالنا وامتدادنا ومستقبلنا أن نهتم بفلذات أكبادنا ونتعلم كيف نتعامل مع ذلك العنصر الحساس والمهم في حياتنا ومستقبل أجيالنا.
علينا أن نزرع ونقوي الوازع الديني فيهم منذ الصغر، ونكون معهم صادقين وصريحين ونبين لهم الأخطار المحدقة بهم ومدى الضرر الذي سيلحق بهم لو لا سمح الله زلوا عن طريق الصواب، علينا أن نفتح معهم قنوات الحوار ونتعامل معهم ككبار وليس كأطفال ولا نغفل أنهم أذكياء جدا وقد يعرفوا أشياء كثيرة لا نتوقع أنهم يعرفوها ولكنهم بواقع الأمر هم أدرى منا بها. ففي زماننا هذا ومع توفر وتطور وسائل الاتصال من جوال وانترنت، وهاتف ومحطات فضائية مختلفة الأطياف والأهداف، أصبحت كل الأمور واضحة بل ومتطورة ومتغيرة عما عرفنا وعشناه. فنحن بعالم مختلف يجب علينا أن نعي ذلك ونتعامل معهم على هذه المبادئ.
على المدرسة دور كبير في تثقيف الطلبة نحو الأخطار المحدقة بهم، وكذلك على المجتمع، وكم أتمنى أن تجد الحكومات آلية للتحكم في الفضائيات وحجب السيئ منها وعدم السماح للتلوث السمعي والمرئي للوصول إلى عقب دارنا دون الرغبة به ورغم أنوفنا.
أتمنى إيجاد برامج رياضية وثقافية وفنية موجهه للشباب لأشغال أوقات فراغهم وإبعادهم عن السلبيات الكثيرة في مجتمعاتنا.
أسأل الله أن يحمي شبابنا من كل الأخطار وأن يوفقهم لكل الخير والى ما ينفعهم ، وأن ينفع بهم البلاد والعباد وأن يصلح ذريتنا ويجعلهم من عباده الصالحين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *