كيف نحل مشكلة جدة ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د/عبدالعزيز بن ذياب الغامدي[/COLOR][/ALIGN]
كنا نفاخر بمدينة جدة ونقول أنها عروس البحر الأحمر .. فإذا بنا نكتشف على إنها عجوز البحر الأحمر، وكنا نطمح إلى أن نصبح من العالم الأول .. فإذا بنا في ذيل العالم الثالث.. كل هذا كان نتيجة للفساد والغش وضعف الضمير وعدم الإحساس بالمسؤولية وعدم مراقبة الله في اداء العمل .. لقد كانت كارثة جدة محزنة ومؤلمة ولم يسبق أن حدثت في أفقر الدول التي تعيش على معونات الدول الأخرى.
فنقول لكل الذين فقدوا أبناؤهم وعوائلهم واصدقائهم أحسن الله عزاكم وعصمكم الله بالصبر القوي وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأعود إلى موضوع حل مشكلة جدة فإذا أريد أن يكون العمل صحيحاً وعلى أساس سليمة فإنه يجب العودة إلى الصور الجوية القديمة التي اخذت لمدينة جدة قبل أكثر من ثلاثين سنة وفيها توضيح للتضاريس والأودية الصغيرة والكبيرة واتجاهاتها وهذه هي الاودية الحقيقية قبل تحويلها الى مخططات كما أن هناك خرائط جغرافية تبين الاودية ومصباتها وهناك ايضا خرائط جيولوجية تبين نوعية الصخور الجبلية وصخور وتربة المسطحات المستوية ، وهذه ممكن الحصول عليها من هيئة المساحة الجيولوجية ووكالة الوزارة للثروة المعدنية، وبدون استخدام الصور الجوية والخرائط الجغرافية القديمة فإنه لايمكن تخطيط جدة كما ينبغي ولذلك يبج إزالة جميع المباني التي اقيمت في الاودية ومصباتها والا فإننا سنظل نعمل بغير خطط إذا لم نبني هذه المدينة التي خسرنا فيها مليارات الريالات وذهبت سدى واصبحنا مضرب المثل للفشل في العالم الثالث وليس العالم الأول كما كنا ندعي ونطمح.
أما بحيرة الصرف الصحي والتي يسميها أو سماها البعض من المنتفعين ببحيرة المسك حتى يستفيدوا من وراء مشاريعها كما ذكر الدكتور علي عشقي الذي ذكر أنه في عام 1428هـ عقد إجتماع من أجل حل مشكلتها بعد أن رصد لها 90 مليون ريال وقدم للأمانة والمسؤولين عن البحيرة خطة علمية مدروسة لحل مشكلتها ولكنهم لم ينصتوا له لأنهم أرادوا أن يستفيدوا من وراء عقد اتفاقيات لاتحل مشكلة البحيرة ولكنها تفيدهم في مخططاتهم ومايجنون من الأرباح وهذا حسب ماصرح به الدكتور علي عقشي في القنوات الفضائية والإذاعات، وهذا شيء بسيط مما أتضح لنا وماخفي كان أعظم.
إن في كل محنة ومنحتنا وعزاءنا فيمن فقد هو صدور الأمر الملكي الكريم بتكوين لجنة للتحقيق والمسألة ومحاسبة كل شخص كبيراً أو صغيراً تسبب في ماحصل لمدينة جدة وسكانها الذين يعيشون الآن في رعب من بحيرة المسك وحزناً لمن فقد من العوائل وفقر لكثير من العوائل التي فقدت كل شيء.. وأصبحت عالة على المجتمع ففقدت المنازل والأثاث والسيارات .. الخ.
يا لها من كارثة.. تجعل المخلص لهذا الوطن يقف أمامها مشدوهاً .. لايصدق ماحصل لكنها ارادة الله. وإذا كان للمواطن من أمل في تخفيف ما حل بمدينة جدة وسكانها فهو أن تكون قرارات اللجنة سريعة وشاملة على كل من أقترف خطاء في حق جدة صغيراً .. وليتذكروا الأمانة التي وضعها في أعناقكم خادم الحرمين الشريفين.
التصنيف: