•• بالعودة إلى الوراء لأكثر من خمسين عاماً .. كانت الحالة الاجتماعية في المدينة المنورة تكاد يكون لديها اكتفاء ذاتي في كل شيء تقريبا .. واعتقد ان ذلك هو شأن كل مدننا كنا نأكل مما تزرع ايدينا ابتداءً من الخضروات الى فاكهة العنب والحماط .. والرمان .. والحبحب بل ما كان يسمى “بالضميري” حتى الحبوب كانت مزارع المدينة تنتج كميات منه ما عدا الارز اما الرطب فحدث بلا حرج لتعدد انواعه واشكاله ابتداءً من – الحلية – حتى الجبيلي مروراً بالحلوة والطبرجلي والمشوك والمبروم وغيرها من انواعه العديدة.. هذا فاكهة الصيف اما الشتاء فهناك تمر البرني والشلبي والبيض وغيرها من التمور اما في الصناعات فالبنا من اهلها والعامل – القراري منهم والنجار ذلك الحاذق في عمله من ابنائها – حتى – الاسكافي – منهم أي – الخراز – بل حتى من ينظف شوارعها من ابنائها .. اما من يتصدر دكاكينها هم من اصحاب – البلدة – بجانبهم ابنائهم.
هذا الاكتفاء شبه الذاتي أين اصبحنا منه الآن .. هل هي قلة ذات اليد أيامها هي المحرض لتلك الحالة .. أم هو الاحساس باهمية ان تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع هي خلف كل ذلك النشاط .. فعندما غاب هذا الاحساس.. اصبحنا نتكل على ما يردنا من خارج الحدود وغدونا أمة مستهلكة غير منتجة. نسهر الليل وننام النهار.
انه لأمر صعب على النفس ان نتذكر ذلك الماضي ونحن نقارن بينه وبين الحال الذي هو اكثر مرارة الآن.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *