كيف سيكون المصير والهوية مفقودة ؟ ( 2- 2 )

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

يخلص محمد الداود إلى داء فقدان الهوية والذي أشرنا إليه في بداية المقال ليبيّن أثره على هذا الشاب وبالطبع الحال نفسه لدى عدد كبير من الشباب السعودي على وجه الخصوص وكأنني به أيضاً يصف مجموعة من النساء السعوديات واللاتي ما إن يركبن طائرة السفر إلى الخارج إلا والعباءات الموضوعة على أكتافهن وفوق رؤوسهن تصبح بغمضة عين في عداد المهملات .. يتجردن منها لحظة السفر وكأن العلاقة معها محكومة بحدود الوطن فالخصوصية التي تفرضها تعاليم ديننا وتقرها العادات والآداب العامة لاتكون مقنعة بالنسبة لهن في المجتمعات التي تبعد عنا وتختلف ثقافتها عن ثقافتنا
.. هذان نموذجان وغيرهما كثير ..يمثلان بالفعل حالة انفصام مخيفة تتلبس البعض من شباب وشابات الوطن من جراء ظروف متعددة أنا على يقين من أن للمجتمع وبعض مؤسساته دور فيها بالإضافة إلى انعدام التربية الواعية. نحن وللأسف لازلنا نتعاطى ثقافة ترفض التوأم مع الاتزان العقلي والذي يتيح لنا فرص الانفتاح الموضوعي للتعرف على كل الأنماط والثقافات الأخرى لنعرف أين موقعنا بين الآخرين .
.. المناهج التربوية يلحقها لوم كبير في هذا الجانب لأنها وللأسف انصرفت عن بناء قاعدة تربوية متينة تمنح شباب وشابات الوطن القدرة على التمييز والتمحيص والتفكير والنقد الموضوعي وتهذيب الذات وردعها عن مزالق الغلو والتفريط ..أقول بأنها انصرفت عن هذه الأدوار الهامة إلى إتلاف العقول بالتلقين الضار والذي يرفض فسحة تعميق التأمل في فهم الآخر والتحاور معه لكسر حاجز المجهول والذي يدعو شبابنا للانبهار الغير مقنن لنفاجأ كل يوم بألف جاك وألف جون وألف مايكل ووو …..
وبالنظر إلى الدور الأسري الغائب نجد بأن المصيبة أكبر هاهنا لاسيما وربة البيت في انشغال دائم عن أبنائها تواكب كل جديد في عالم الأزياء فلا هم يشغلها سوى آخر صرعات الموضة و كذلك رب البيت والذي مازال في غياب تام عن ماهية ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
أمام حالة التوهان هذه.. يغط مجتمعنا في سبات عميق فالحقيقة المرة والتي نقرأ تفاصيلها في كل قصة تشابه قصة جاك وأمثاله : ماهو المصير أمام هذا الجيل و الذي نعول عليه كثيرا في الارتقاء بأمته ووطنه ؟؟
سؤال مقلق يراودنا في غمرة هذا التخبط والذي يشعرنا بالحسرة والامتعاض فهل من خطط للإصلاح تنتشلنا من القاع قبل فوات الأوان؟
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *