يشتكي الجميع أن الزمان غير الزمان. فإنْ سألتَ لماذا.؟.قالوا : تغيّرتْ النفوس. كيف تغيّرتْ.؟ الجواب صعب. صحيح أنها نزغاتُ الشيطان و هوى النفس. لكن تلك (دوافع) لا (أدوات). إبحثوا عن الأدوات لتعرفوا كيف و بماذا.
أول الأدوات (وسائل الإعلام). كان بمقدورها صرفُ جُلِّ أو حتى نصفِ وقتها و جهدِها لصيانةِ إستمرارِ القيمِ الكريمة. لم تكن مهمةً صعبةً. فالمجتمع مازال (آنذاك) ينبض بها. لكنها آثرتْ العكس، أن تُسخّر كل وقتها و جهدها لإجتثاث تلك القيم و تدميرِها و تَقزيمِ نماذجِها. فكيف تبتغون لنفوسٍ إقتحم الإعلامُ غرفَ نومها بذلك الغزو المشين أن تستقيم و لا تتغيّر.؟!
ثاني الأدوات (التعليم). ظُنَّ أن يقدمَ جيلاً معتداً بقِيمه الأصيلة، و مُتَبصراً بالصالح من مُحدثات العصرِ علماً و تقنيةً و حضارةً فيأخذها لافظاً ما سواها من مضار.
فإذا بالتعليم فشل في إمتصاص الحديثِ القويمِ، و فرَّطَ في القيم الأصيلة بذريعةٍ يعلم زيفَها (التطرف). فكان حرِياً أن يُخرج مَسخاً من الأجيال بنفوس مهزوزةٍ و قلوبٍ مريضةٍ و هِمَمٍ مفقودة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *