استيقظ من النوم متأخراً ، وصلّ الفجر في وقت الصبح كالمعتاد و بسرعة ! ثم البس ثيابك على عجل و كيفما اتفق ، وأصلح شماغك في السيارة ، تجاوز جميع السيارات مستعجلا ، واشتم هذا وذاك ، ولا تربط حزام الأمان حتى يرى الناس كم أنت أقوى من الحوادث والحديد ! ، وعندما تصل إلى مقر عملك أوقف سيارتك بشكل خاطئ لأنك معذور ، فأنت متأخر ويحق لك أن توقف سيارتك كما يحلو لك !
لا تسلم على أحد من زملائك أو المراجعين ، واعقد حاجبيك جيدا حتى يبدو عليك ملاح العبوس والتكشير ، واكثر من الـتأفف ، ثم ابدأ اسطوانتك المشروخة ، أنا لا يقدرني أحد ، أنا الموظف الوحيد المظلوم في هذا القسم ، أنا أعمل أكثر من غيري، أنا أقل الموظفين زيادة ، وأبعدهم عن الترقية.
وأضف إلى ذلك أيضا السيمفونية المشهورة ، وهو التذمر من كل شيء حولك ، من الرئيس ، ومن زملاء العمل ، ومن النظام والمكاتب ، حتى من أجهزة التكييف ، ولا تنسى أن تتذمر أيضا من الحمامات (أعزكم الله) ، و المستخدم وعامل النظافة لابد أن تعرج عليهم في ذكر المساوئ
هل تعتقد أنك إذا فعلت ذلك سوف يصبح يومك أحسن حالا ؟ أو أنك ستترقى في العمل ، أو أن همومك ستصبح أقل لأنك أخرجت ما بداخلك ، أو أن رئيسك و زملاءك سوف يشفقون عليك ، كلا ومليون كلا ، أنت وحدك المتضرر من هذا كله ، فكلٌ مشغول عنك بهمومه ، وكلٌ له مشاغله ومشاكله ، ولست الوحيد في العالم الذي لديه مشاكل ، إذن ما هو الحل ؟ غير الصراخ والتذمر وكثرة الكلام ، الحلول كثيرة والخيارات متنوعة ولكن افتح عقلك وقلبك له
من الخيارات أن تحاول أن تغير ولو شيئا واحدا من القائمة الطويلة السيئة التي ذكرناها سابقا ، وابدأ بالتركيز على الأهم ثم المهم ، وعليك أثناء مرحلة التغيير بمبدأ (قليل دائم خير من كثير منقطع ).
ومن الخيارات التي قد تكون مناسبة لك هو البحث عن مكان جديد تبدأ منه ، وقد يكون دائرة أو قسم آخر ، أو ربما العمل في قطاع جديد كليا ، وهذا يسمى بتغيير البيئة والمناخ ، ولكن بهدوء وصمت ، فلا يحتاج أن تستعرض عضلاتك على أحد مفتخرا بأنك سترحل عنهم ، ولا تنسى أن تحدث سيرتك الذاتية ليس بكلام بل بالأفعال والإنجازات.
ولكن لنفترض جدلا أنك ستقول: لا أستطيع أن أغير عملي أو حتى القسم الذي أنا فيه ، فليس لدي واسطة ! فما هو الحل ؟ الحل أولا وأخيرا اعتمد على الله ثم على سلاح الدعاء ، فهو خارق لكل الدروع ! ثم انظر لمن هو دونك وتنهد برضا وقل: الحمد الله الذي فضلني على غيري ، وبعد ذلك ارجع إلى القاعدة رقم واحد ، وغير من عاداتك المذكورة آنفا ، فهي رأس الداء ! ، و لكن لا تستعجل النتائج ، لأن التغيير كالبذرة تحتاج إلى وقت ورعاية حتى يراها الجميع وقد أصبحت شجرة نافعة ، وبعدها سوف تُقبل عليك العروض من تلقاء نفسها ، حينها هنيئا لك لأنك بدأت تتذوق حلاوة التغيير .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *