كيف تحكم أمريكا – الحلقة (72)
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سامي زين العابدين حماد[/COLOR][/ALIGN]
قلنا في المقال السابق أن أي سيناتور أو مسئول أو أي صحفي يخالف الصهاينة في اتجاهاتهم فإنه يلاقي حربا ضروسا، إذ نجد أن النائب الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا (بول. ن. ماكلوسكي) والذي كان يؤدي العدالة لحل المشاكل في الشرق الأوسط، وكان دائم الانتقادات للمساعدات الأمريكية إلى إسرائيل واعتراضه على بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، وقد واجه نتيجة لذلك حملة إعلامية شديدة من جانب الجماعات الصهيونية، وحينما رشح نفسه لانتخابات مجلس الشيوخ لعام 1982 عن ولاية كاليفورنيا نجد أن صحيفة (سان فرانسيكو اكزماير) كتب فيها مقالا جاء فيه بأن (ماكلوسكي) اتهم الجماعات الصهيونية بتخريب المصلحة القومية وشبه المقال ببعض أعداء السامية.
ونجد أن اتهامات أخرى قد وجهت إليه أتت من صحيفة (بئتاي يئرت مسنجر) قد ظهر فيما بعد أنها كانت مزورة بكاملها، كما قامت مطبوعة صهيونية أخرى بنشر صورة ماكلوسكي كتب تحتها خليفة (غوبلز) والجدير ذكره أن (غوبلز) هذا كان مسئولا نازيا اتهم بعدائه لليهود، كما نجد أن صحيفة (مرتج ساوث وست جويش برس) إذ قامت بوصفه ابن العاهرة رقم واحد، وخنزير وحقير وأن مواقفه مزورة ضد يهود أمريكا، وفي عام 1982 كان الصحفي الأمريكي (ريتشارد برودريك قد خصص عدة حلقات من زاويته الأسبوعية لفضح التحيز الإعلامي في تغطية أخبار الغزو الإسرائيلي للبنان وقد أورد أمثلة كثيرة كان أحداها قوله: فيما كان المدنيون الفلسطينيون واللبنانيون يقبلون بالآلاف نشرت (مينابوليس أن تريبيون) على صفحاتها الأولى صورة أم إسرائيلية فقدت ولدها.
وقبل الانتهاء من كلامنا عن الصحافة أود أن ألمح إلى مقتطفات من البروتوكول الثاني عشر من بروتوكولات حكماء صهيون، حيث ورد فيه التالي: (سنعامل الصحافة على النهج التالي: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟ إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس، وأحيانا بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا، وأكثر ماتكون فارغة ظالمة زائفة، ومعظم الناس لايدركون أغراضها الدقيقة أقل إدراك، إننا سنسرجها وسنقودها بلجم حازمة، وسيكون علينا أيضا أن نظفر بإدارة شركات النشر الأخرى، فلن ينفعنا أن نهيمن على الصحافة الدورية بينما لا نزال عرضة لهجمات النشرات والكتب، وسنحول انتاج النشر الغالي في الوقت الحاضر موردا من موارد الثروة يدر الربح لحكومتنا بتقديم ضريبة دمغة معينة، وبإجبار الناشرين على أن يقدموا لنا تأمينا لكي نؤمن حكومتنا من كل أنواع الحملات من جانب الصحافة، وإذا وقع هجوم فسنفرض عليها الغرامات عن يمين وشمال، ومن المؤكد أن الصحف الحزبية لن يردعها دفع الغرامات الثقيلة، ولذلك فإننا عقب هجوم خطير ثاني سنعطلها جميعا.
وما من أحد سيكون قادرا دون عقاب على المساس بكرامة عصمتنا السياسية، وسنعتذر عن مصادرة النشرات بالحجة الآتية، سنقول: النشرة التي صودرت تثير الرأي العام على غير قاعدة ولا أساس، فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم، وحينما نصل السلطة ستنضم هذه الوكالات جميعا إلينا، ولن تنشر إلا مانختار نحن التصريح به من الأخبار.
وقبل طبع أي نوع من الأعمال سيكون على الناشر أو الطابع أن يلتمس من السلطات إذنا بنشر العمل المذكور (ويقصد بالسلطات الحكومة الصهيونية الخفية التي تحكم دور النشر والصحافة والسينما) وبذلك سلفا سنعرف كل مؤامرة ضدنا، وسنكون قادرين على سحق رأسها بمعرفة المكيدة سلفا ونشر بيانا عنها.
إن الأدب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميتين خطيرتين، ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر من الدوريات، وبهذه الوسيلة سنعطل التأثير السيئ لكل صحيفة مستقلة، ونظفر بسلطان كبير جدا على العقل الإنساني، وإذا كنا نرخص بنشر عشر صحف مستقلة فسنشرع حتى يكون لنا ثلاثون وهكذا دواليك.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.
التصنيف: