كيف تحكم أمريكا ؟ – الحلقة (82)

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سامي زين العابدين حماد[/COLOR][/ALIGN]

عرفنا من الحلقة السابقة أن الديانة اليهودية قد حرفها حاخاماتهم، كما حرفوا الأديان الأخرى، إذ نجد الأستاذ سهيل ديب يقول في كتابه (التوراة بين الوثنية والتوحيد): (وهكذا يتبين لنا أن اليهود أكثر شعب شرح دينه وعقيدته حتى أضحى لا رحمة فيه ولا شفقة ولا هوادة، وجردوه من كل أساطيره وأمرائه ورموزه، وحتى من صفته الدينية، ولنا أن نتساءل هل بقي يهود بعد أن جردوا دينهم وكتبهم الدينية عن كل معنى ومثل وعقيدة؟ وهل اليهود بعد كل هذا باقون على عقيدتهم وأخلاقهم وانتمائهم اليهودي أم أنهم كفروا به وبها؟ وبهذا فإن اليهود منذ زمن بعيد تحولوا إلى عصابة سرية سياسية وضع كتبهم حاخاتهم من أجل السيطرة على جميع الشعوب من غير اليهود، وإن كتبهم لا تمت إلى الله بصلة).
ذلك لأن الارهاب ديدنها، وأنهم حكومات ارهابية منذ قيامها حتى الوقت الحاضر، ويريدون أن يلصقوا الارهاب بالإسلام والمسلمين، فالحكومات الإسرائيلية أكبر مثل أمامنا مطبقة للارهاب الذي وضعه حكماء صهيون في بروتوكولاتهم على جميع أشكاله، ونجح الصهاينة بإلصاق الارهاب في المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، ذلك أن الصهاينة هم أعداء البشرية وليس الإسلام، حيث نجد أن اليهود يعتقدون أن خيرات العالم أجمع منحة لهم من الله، وأن الأمميين (أو الجوييم) جميع ما في أيديهم هو ملك لليهود، ومن واجبهم المقدس أن يعاملوا الأمميين كالبهائم، وأن الآداب التي يتمسكون بها لا يجوز أن يلتزموا بها إلا في معاملة بعضهم البعض، وعليهم سرقة الأمميين وغشهم وخداعهم والكذب عليهم واغتصاب أموالهم وهتك أعراضم وقتلهم إذا أمنوا اكتشاف جرائمهم، وذلك تنفيذا لما في كتبهم المقدسة كالعهد القديم والتلمود التي تدل على أن الدروس التلمودية التي يعكف اليهود عليها في كل زمان ومكان لدراستها في جامعاتهم ومدارسهم لكي يطبقوها في حياتهم والتي توجب على اليهودي أن يستعمل كل وسيلة قبيحة في غير اليهودي، حتى أن قتل الأممي يعتبر قربانا إلى الله يرضيه ويثيب عليه، لأن الأمميين أعداء الله واليهود هم أبناء الله وأحباؤه، وهم لا حرمة في قتلهم بأية وسيلة.
إن الارهابيين هم اليهود، إذ ان دينهم يقسم الناس إلى يهود وجوييم وأمم، فالرومان قديما قسموا الناس إلى قسمين: رومان وبرابره، والعرب قسمو الناس إلى قسمين: عربا وعجما، واليهود قسمو الناس منذ خمسة وثلاثين قرنا قسمين: يهود وجوييم أو أمما أي غير اليهود، ومعنى جوييم وثنيون وكفرة وبهائم وأنجاس، واليهود يعتقدون أنهم شعب الله المختار، وأبناء الله وأحباؤه وأن الله لايسمح بعبادته ويتقبلها إلا من اليهود، وأن غيرهم جوييم أو عباد أوثان ووثنيون مهما يكن الذي يعبدونه، واليهود وحدهم لهذا السبب هم المؤمنون وغيرهم إذا جوييم أي كفرة، واليهود يعتقدون حسب أقوال التوراة و التلمود أن نفوسهم وحدهم مخلوقة من نفس الله، وأن عنصرهم من عنصره، فهم وحدهم أبناؤه الأطهار جوهرا، كما يعتقدون أن الله منحهم الصورة البشرية أصلا تكريما لهم، على حين أنه خلق غيرهم الجوييم من طينة شيطانية أو حيوانية نجسة، ولم يخلق الجوييم إلا لخدمة اليهود، ولم يمنحهم الصورة البشرية إلا لمحاكاة اليهود لكي يسهل التعامل بين الطائفتين إكراما لليهود، إذ بغير هذا التشابه الظاهري مع اختلاف العنصرين لا يمكن التفاهم بين طائفة السادة المختارين وطائفة العبيد المحتقرين، وإن كانوا بشرا في الشكل وأنجاسا لأن عنصرهم الشيطاني أو الحيواني أصلا لا يمكن أن يكون إلا نجسا حسب اعتقادهم الضال، فاليهود دائما يسرفون في التعالي والقطيعة بينهم وبين غيرهم إلى درجة فوق الجنون، ذلك لأنهم يعتقدون أن خيرات الأرض أجمع منحة لهم وحدهم.
مما تقدم ندرك أن العقيدة اليهودية التي وضعها حاخاماتهم أصّلت فيهم حب السلطة والسيطرة على غيرهم من الأمم، لذا فهم كما أسلفنا في المقالات السابقة سيطروا على مراكز القرار في حكومات الولايات المتحدة، وكونوا لوبيات قوية استطاعوا بواسطتها الضغط على الكونغرس وعلى جميع الإدارات الأمريكية، حتى أنهم استطاعوا تسيير اتجاهات الولايات المتحدة السياسية حسب مصالحهم وتسخير إمكانياتهم الاقتصادية والحربية لصالح دولة إسرائيل، ضاربين بعرض الحائط مصالح الشعوب الأمريكية.
وبتحريف اليهود لعقيدتهم هذا جعلوها بعيدة كل البعد عن الدين اليهودي الذي أنزله الله على سيدنا موسى عليه السلام، إذ نجد في التلمود (إن اليهود أحب إلى الله وملائكته، وأنهم من عنصر الله، ومن يصفع اليهودي كمن يصفع الله، والموت جزاء الأممي إذا ضرب اليهودي، ولولا اليهود لارتفعت البركة من الأرض، واحتجبت الشمس وانقطع المطر، واليهود يفضلون الأمميين كما يفضل الإنسان البهيمة، والأمميين جميعا كلاب وخنازير، وبيوتهم كحظائر البهائم نجاسة، ويحرم على اليهودي العطف على الأممي لأنه عدوه، وعدو الله، والتقية والمداراة معه جائزة تجنبا لأذاه، وكل خير يصنعه اليهودي مع أممي فهو خطيئة عظمى، وكل شيء يفعله معه قربان لله يثيبه عليه، والربا غير الفاحش جائز مع اليهودي، كما شرع موسى وصموئيل في رأيهم، والربا الفاحش جائز مع غيرهم، وكل ما على الأرض ملك لليهود، فما تحت أيدي الأممين مغتصب من اليهود، وعليهم استرداده منهم بكل الوسائل، وواجب اليهود أن يكونوا وحدهم المتسلطين على كل مكان يجلسون فيه، وطالما هم بعيدون عن السلطة العالمية فهم غرباء أو منفيون، وعندما يظفر اليهودي بالسلطة على العالم يستعبد كل الأمم وعندئذ فحسب يصبح أبناء إسرائيل وحدهم الأغنياء لأن خيرات العالم التي خلقت لهم ستكون قي قبضتهم خالصة، ولا حياة لشعوب الأرض فيها بدون اليهود، وهذه تعاليم التلمود وهي متفقة مع البروتوكولات).
من هنا نرى أن اليهود هم ارهابيو العالم ويريدون إلصاق هذه التهمة بالإسلام، والإسلام بريء منها، ولو حققنا في جميع الأحداث الارهابية في العالم بما فيها أحداث الرياض لوجدنا اليهود بصورة خفية هم فاعلوها، فدين الإسلام دين عدالة إذ يحرم الظلم، ودين حرية ومساواة، ومهما فعل أعداؤه فإنهم لا يستطيعون إلصاق أي تهم تشوه سمعته.
فهنيئا للمسلمين بهذا الدين القويم السوي الذي يجعلنا نفتخر باعتناقه أمام جميع الديانات المنتشرة في العالم، والتي إذا ما قورنت به فإنها لا تصمد أمامه، ذلك لأن جميع الأديان السماوية السابقة للإسلام اهتمت بالعبادات دون المعاملات، في حين ان الإسلام اهتم بالمعاملات والعبادات، فإنك تجد في القرآن الكريم ثلثي آياته تخص المعاملات في حين إن الثلث الاخر يختص بالعبادات، كما أنه هو الدين الوحيد الذي أنزل من عند الله، أما الأديان السماوية الأخرى فقد لحقها التغيير والتبديل، وعلى الأخص الدين اليهودي، فإنه موضوع من أوله إلى آخره.
غذ نجد أن في كتبهم المقدسة إضافة إلى التي حرفوها وكتبوها بأنفسهم بأنهم لفقوا تهما للأنبياء هم براء منها، ففي سفر التكوين (20/3-4) نجد أن النبي إبراهيم عليه السلام أوهم إيميلك ملك جرار بأن زوجته هي أخته لم يكشف أمرها إلا عندما كاد الملك أن يتخذها زوجة له، وقد فعل إبراهيم ذلك خوفا من أن يقتلوه بسبب امرأته، وفي هذا مخالفة لأخلاق الأنبياء، إذ ان إبراهيم عليه السلام كاد أن يفرِّط في زوجته من أجل انقاذ نفسه.وفي سفر التكوين (26/7و8و9) نجد أن النبي إسحاق عليه السلام فعل نفس الشيء، إذ نجده قال أمام ملك الفلسطينيين عن زوجته رفقة أنها أخته خوفا من أن يقتلوه.كما نجد أيضا أن يعقوب عليه السلام خدع أباه إسحاق بعد أن شاخ وعمي بأنه –أي يعقوب- الابن الأكبر عيسى فنال بركة أبيه بدلا من أخيه عيسو في حين أن إسحاق كان يريد أن يبارك ابنه الأكبر عيسى وعندما علم إسحاق بحقيقة الأمر قال لابنه عيسى: قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك (سفر التكوين 27/19-35).وفي سفر الملوك (سفر الملوك الثاني 12/24) أن النبي داود عليه السلام شاهد امرأة أوريا الحثي وهو أحد جنوده فأرسل إليها جنوده فأحضروها ثم بعد ذلك أمر بإعادتها إلى بيتها، وبعد أيام أرسلت المرأة إلى داود بأنها حامل، وما كان منه إلا أن أمر بإرسال وزجها أوريا الحثي إلى الحرب).وأوصى قائد الجيش بأن يرسله حيث القتال شديد، أن يرجعوا من ورائه حتى يموت، وفعلا مات في المعركة وتزوج داود امرأته وكان اسمها بتشابع بنت اليعام، فولدت له أولاد منهم سليمان خليفته.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *