كيف تجعل طفلك مدمناً…!؟

امينة حسني

للوهلة الأولي عندما تقرأ العنوان سيتبادر إلي أذهان الجميع الإدمان بمعناه الحرفي للمخدرات ولكن ليس فعل كل شئ بطريقة أكثر من المعتاد يعتبر إدمان .

ولكن دعنا نطرح تعريف الإدمان في بداية حديثنا.

الإدمان: كتعريف علمي عبارة عن اضطراب سلوكي يُظهر تكرار لفعل من قبل الفرد لكي ينهمك بنشاط معين .

بغض النظر عن العواقب الضارة بصحة الفرد أو حالاته العقلية أو حياته الاجتماعية.

و العوامل التي تم اقتراحها كأسباب للإدمان تشمل عوامل وراثية، بيولوجية، دوائية واجتماعية.

ولكن تعريف الإدمان في المطلق هو :-

أدمن الشّيء / أدمن على الشّيء….أدامَ فِعْله ولازَمَه ولم يُقْلِع عنه ، داوم عليه وواظب هذا هو التعريف الشائع للإدمان عموماً سواء كانت هذه هي عادات واظب عليها الإنسان أو أي شئ يفعله.

ولكن ما نشهد في أيامنا الحالية وأصبح أمر خطير والإدمان الذي تعاني منه مجتمعاتنا هو…

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي…!

حتي أصبحت أشاهد أسر كاملة في مكان واحد ولكن كل فرد ممسك بهاتفه الذكي وعايش في عالمه الخاص.

دعك من أنهم يمكن أن يتصلوا مع بعض وهم في مكان واحد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ودعك من أنهم يلتقطون الصور حتي يشيرونها علي وسائل التواصل الاجتماعي حتي يُقال عنهم الأسرة السعيدة.

ولكن كل منهم مدمن لهاتف الذي يتواصل من خلاله مع أفراد لآخرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي دعنا نري ذلك بالأرقام.

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

الفيس بوك أحد مواقع التواصل الاجتماعي وأكثرها تأثير علي الشباب والكبار .

وقد أعلنت شركة فيس بوك المالكة لأكبر موقع تواصل اجتماعى فى العالم  أن عدد مستخدمى موقعها وصل لأكثر من 1.35 مليار مستخدم نشط شهريا.

وهذا يعتبر زيادة بنسبة 14% عن العام الماضى، كما أوضحت شركة فيس بوك أن هناك 1.12 مليار مستخدم يستخدمون Facebook عبر هواتفهم الذكية.

وإذا نظرنا إلي مجتمعاتنا العربية:-

سنجد مصر تحتل المرتبة الأولي علي مستوي الشرق الأوسط في استخدم الفيسبوك وتأتي بعدها في المرتبة الثانية المملكة العربية السعوية.

ولاسيما أن المملكة يقبل شبابها علي موقعين آخرين وهما سناب شات وتويتر ولكن الإدمان هو الإدمان.

حيث أن الدراسات أصبحت تعلن أن معدل استخدم الأفراد للهواتف الذكية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي في تزايد مستمر لدرجة أنه أصبح خطر.

غير الدراسات التي تقول أن 70% من الأفراد يبدون يومهم بتصفح هواتفهم لمدة تقرب علي 10 دقائق يومياً قبل التفكير في فعل أي شئ.

والأمر الذي أصبح كارثة بكل ما تحمله الكلمة من مقاييس هو سعادة بعض الأمهات والآباء سعداء بإنشغال أبنائهم بهواتفهم.

حتى يستريحوا من مشاكلهم وأكثر من ذلك، حين تذهب بعض الأسر للتنزه أو للشراء تجد الأب أو الأم أكثر انشغالاً بهاتفه من أبنائه.

إدمان الأطفال

الأب والأم الذين هم قدوة أبنائهم مشغلون عنهم بهواتفهم ومواقع التواصل الاجتماعي فماذا يفعل الطفل…؟ سيدمن ما يدمنه والدايه بالتأكيد.

في حين أن تجد الكثير من الأسر تشكوا من كثرة استخدام أبنائهم للهواتف وانشغالهم الدائم دون أن يعرفوا ما يفعل أبنائهم.

فأعود لنفسي وأتسائل كيف تترك طفلم في يديه كارثة مثل ذلك دون أن تعرف ماذا يفعل عليه ومع من يتكلم؟.

وأظن أن المجتمع السعودي شاهد ذلك مع الطفل أبوسن وكيف وصله إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلي الكثير من المشاكل .

لذلك وجب علي كل أب وكل أم أن يعيدوا حساباتهم تجاه أبنائهم.

وأن يعلموا تماماً ماهي مخاطر تلك المواقع وأن يكتشفوا مواهب أطفالهم من الصغر ويعملون علي تنمياتها.

حتي لا يصبحوا فريسة لإدمان ما يضيع وقتهم ويأثر علي عقولهم…!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *