[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

كلنا دون شك نفاخر بما وصلت اليه الخدمات الصحية في بلادنا ونعتز بالمستوى الحضاري المتقدم الذي سجلته على مختلف الاصعدة من خلال بعض مستشفياتنا الحكومية الكبرى المتخصصة ومن خلال المستشفيات الأهلية التي بلغت حداً مشرفاً يصح الاعتزاز به.وكلنا نشعر بالاطمئنان ونحن نرى مئات المرضى من الدول العربية وسواها وهم يتركون مستشفيات اوطانهم ويتجهون الى بلادنا للتمتع بالاعداد والاستعداد لمستشفياتنا الكبرى الرائدة.واذا أشدنا بمستشفياتنا الحكومية المتخصصة الكبرى فإننا نعرف بأن هناك الكثير من المستشفيات الحكومية التي لا تواكب النهضة الصحية في بلادنا.. وتحتاج الى تمشيط كامل من اللجان المتخصصة للوقوف على حالها ومعالجة نواقصها.. وكفاءاتها الطبية المتواضعة.. وأحيانا المتواضعة جداً.
وهذا الأمر هو ما أدى الى الهجرة الشاملة لعدد كبير من المواطنين للاتجاه الى المستشفيات الاهلية الكبرى التي تتوافر لديها الخدمات الصحية على أعلى المستويات.. والأجهزة الطبية الحديثة بمختلف إمكاناتها وأدوارها في العلاج.. وهذا ما جعل المرضى يضحون بالتكاليف الباهظة لتلك المستشفيات واضعين في اعتبارهم ان صحة الانسان هي أغلى ما يملك ولهذا فهم يدفعون سواء عن قدرة مالية متوفرة او أنهم يتحملون الديون والقروض بحثاً عن الخدمات الصحية الأمثل.ولم يكن في البال ولا في الخاطر ما بدأ الناس يرونه أو يسمعونه.. عن السقطات المذهلة لبعض المستشفيات الاهلية التي كانت محل الاهتمام او الثقة.. وهو ما أهلها لكسب اقبال المرضى عليها الى درجة كبيرة حتى لا يكاد بعض الناس أن يجدوا لهم مكاناً فيها.دعونا نقولها بكل صراحة ان ما تورط فيه مستشفى (باقدو والدكتور عرفان بجدة) قد نسف الكثير من ثقة الناس وقناعاتهم بعد ان كانت هذا المتسشفى ملء السمع والبصر.. ويتمتع بإقبال مشهود.. وثقة مطلقة.. ضمن العديد من المستشفيات الأهلية الكبرى.
إن الأخطاء التي أودت بحياة البعض وقادت البعض الآخر للغيبوبة والدخول في مراحل حرجة.. ليست بالأخطاء العادية.. أو الهامشية.. ولكنها أخطاء كبرى أدت الى الموت والى مراحل خطرة جداً لا يصح أن يبررها بعض مسؤولي المستشفى بأن الاخطاء الطبية موجودة في كل مستشفيات العالم. ذلك أنه يمكن التأكيد المطلق بأنه لا يوجد أي مستشفى في العالم كله أعطى مريضاً النيتروجين بدلا من الاوكسجين.
إننا نعرف بأن اللجنة التي تتولى الآن الوقوف على الأوضاع كافة والمخالفات بالمستشفى لن تجامل على الاطلاق وان الحساب سيكون عسيراً لان الأمر يرتبط بأرواح الناس وحياتهم ولهذا فإننا نطالب بعدم التساهل والتسامح مع المخالفين والمتجاوزين سواء في هذا المستشفى أو سواه.. كما نطالب باستمرار الوقوف على حال كل المستشفيات وبالذات الكبرى التي تحظى بإقبال المرضى وثقتهم.ونسأل الله ان يحفظنا جميعاً من كوارث الأخطاء.. وعدم الاهتمام بحياة الناس.. والحرص على الكسب فحسب.
آخر المشوار
قال الشاعر:
إن عضك الزمن الرديء بنابه
فاصبر ولا تجزع لطول بلائه
حَكَمَ الإلهُ ولا مردَّ لحكمه
فمصيرنا رهن بلطف قضائه

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *