[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمل عبدالملك [/COLOR][/ALIGN]

يجب أن نقبل كل ما يواجهنا بقوة وبسماحة نفس وتقّبل ومحاولة التأقلم .ولكن للأسف أن الكثير لا يقتنع بهذه الحقيقة فيُعّقد الحياة حوله، وينشر سلبيته على من يتعامل معه، ويظل يوسوس بحدوث الأمور السيئة والتي وإن حدثت مؤقتاً فهي ستنعكس إيجابيا يوماً، ونجده يضع العراقيل أمام سعادته ويتقوقع على نفسه والبعض يصل بهم الحال إلى كره الآخرين ونبذهم ومحاولة إحباطهم أو أذيتهم.
لكل منا نظرة خاصة في الحياة، وله أهدافه، وله نظامه الفكري ومبادئه التي يسير عليها والبعض تعج أفكاره بالإيجابية والبعض الآخر بالسلبية، والبعض متصالح مع نفسه لدرجة أنه يرى الكون جميلاً ويحاول أن يحّول كل ما يواجهه إلى نجاح ويستفيد من صغريات الأمور من أجل توظيفها في الحياة لخدمة الآخرين وللأسف أن البعض الآخر يقف عند توافه الأمور ويحاول أن يكّره نفسه في الحياة فينعكس ذلك على تعاملاته مع الناس فعوضاً عن مساعدتهم على النجاح نجده يقصيهم ويحبطهم ويفتعل المشاكل ويؤرق نفسه وكل من يعيش في بيئته الأسرية والعملية والاجتماعية.
قد تسأل أحدهم كيف ترى الحياة ورغم الصعوبات التي يواجهها يجيبك بأن الحياة حلوة ويحمد الله على كل نعمه رغم أنه قد يكون مصابا بمرض خطير، أو يعاني من تعثر مالي، أو خسارة أحد أبنائه أو من يعز عليه، أو أي أمر صعب آخر، لكنه بقناعته ورضاه بقدره يصر على جمال الحياة والاستزادة منها فكل صعب يمر به الإنسان يزيده قوة وصبراً وحكمة وأجراً، وفي المقابل تسأل أحدهم الذي يتمتع بكل ملذات الحياة وقد تكون الصعوبات التي تواجهه بسيطة وتافهة إلا أنه يرى الحياة بلون قاتم ، ويتمنى أن يعيش في عالم يُسيّره على مزاجه وهذا من المستحيلات!
لننظر إلى السماء الصافية وجماليات الغيوم المُلبدة والتي تعلم أنها ستنقشع يوماً، لننظر إلى سرب الطيور المغردة ونستمتع بتلك اللوحات التي ترسمها في عرض السماء، لنشتم رائحة الورود الزاهية ونتجاهل الأشواك المؤلمة، لنتابع فنون شروق الشمس ونشتاق لطلة القمر لنحب البشر حولنا ونعطيهم حقهم في الحياة.. ولننبذ الكره والحقد والحسد فما عند غيرك من عند الله وأرض بما أعطاك ربك ونظف قلبك من الأحقاد لتعيش براحة..
يوجد الكثير في حياتنا مما يستحق الاستمتاع به وحمد الله عليه فلا تبخلوا على أنفسكم بالاستمتاع بكل ما حولكم، حتى في أوقات الشدة لأنها تعلمنا الكثير وتضيف إلى خبرتنا ما يقوينا على مواجهة متاعب الدنيا !

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *