هنالك ممارسات اجتماعية تسبب نوعاً من الضرر الأخلاقي، الاجتماعي والاقتصادي …الخ يمارسها الكثيرون وكأنها الرماد في العيون ولا تجد من يصنفها كأضرار لأنها تمارس في عز النهار وتؤسس لجيل مستمرئ على مخالفة الصواب والتخطيط على السحاب، سوف أذكر هنا أربعة أمثلة.
يقال عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، وما يحدث أمام أعيننا أن المدارس تقيم حفلات تخرج الطلاب والطالبات وتوزع الشهادات والدروع قبل وقت الامتحان!؟ وكأن المدرسة تقول للطالب لا حاجة للإجابة في الاختبار فأنت قد تخرجت باقتدار!؟ ماذا نظن أننا نفعل بهؤلاء الطلبة عندما يتعودون على هذا التكريم قبل إكمال العمل الذي هو الامتحان؟ كيف يذهب الأب أو الأم لحفل التخرج ويحتفلون وهم يعلمون أن ابنهم لم يختبر أم أنه لا قيمة للاختبار؟!
العمل الخيري يعتمد على جمع التبرعات بالطريقة النظامية من الجمهور الذي يعتقد أن أمواله ستذهب في عمل صالح طالما الحكومة صرحت للجمعية بمزاولة هذا النشاط، ولكن المتابع يفاجأ بأن هذه الجمعيات تقوم بعمل حملات تسويقية واعلانات تهنئة وتعزية تكلف مئات الألوف وبشكل لا يتوافق مع عمل الخير، هل هذه الأموال من جيب رئيس الجمعية أو الأعضاء لكي يتصرفوا فيها بسخاء؟ أم هي أموال حتى بعض الغلابة الذين يريدون وجه الله؟ لابد من نظام يوقف هذا التبذير إذا لم يسمه البعض فساداً صغيراً.
الصناديق التنموية شبه مفصلة للكبار وهذا مخالف لمفهوم التنمية ويسبب تبلداً وغصة عند الصغار (مالياً) لأن الشروط لا تنطبق عليهم ولو كانوا مؤهلين باقتدار، فعندما يُطلب حتى من الذي يثبت أن لديه مشروعا بارعا ثلاث ميزانيات ذات ربحية وضرورة اثبات ملاءة مالية مسبقة لكي تدعمه فأنت في الحقيقة تبحث عن تاجر كبير لتضخمه، السبب يعود إلى أننا تركنا تخطيط وتنفيذ التنمية الاقتصادية لنفس عقلية وآلية البنوك التي تربح من خلال زج الموظفين الصغار في القروض، التقسيط وبطاقات الائتمان وحصرها التمويل التجاري للكبار أو بمشاركتهم فقط ، ولهذا لا تستطيع البنوك منافسة أصغر بنوك الجوار لأنها لم تتعود العمل بطريقة الاستثمار.
إذا كانت معي بنت خالي في السيارة يمكن أن يحاسبني النظام على أنها خلوة دون احترام لمسؤوليتي الدينية والأخلاقية ولو كنت من التقية، ولكن إذا كانت بنت خالي نفسها مع أي شخص غير سعودي أو خليجي فيتحول الحكم إلى الإباحة، كيف نرضى بأن يشاهد الشباب هذه الممارسات ونطلب منهم أن يكونوا مواطنين متعقلين؟ إذا لم يُحترم فكر الشباب الحالي فسوف تكون هنالك سلوكيات لا ينفع لها غير السكن في الربع الخالي والسبب يكون فكرا خاليا.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *