[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]نبيه بن مراد العطرجي[/ALIGN][/COLOR]

الوطن غالٍ على النفس ، وله مكانة عالية في النفوس ، فهو المكان الذي ولدنا فوق ترابه ، ونعيش تحت سمائه ، ونتمتع بالأمن والأمان في رحابه ، وترعرعنا في كنفه ، وعشقنا وديانه وسهوله وتلاله ، فحبه يجري في عروقنا التي توجب منا التضحية والفداء له ، فحبه من الأمور الفطرية التي جُبل عليها المرء ، ومنها تولَّد الإنتماء إليه بفطرة معتدلة ، وجِبِلّة مركوزة في نفوس الأسوياء من البشر ، بحيث لا يمكن لأحد من الناس أن ينزع هذه الفطرة من نفس صاحبها ، أو يسلبها من قلبه لتمكنها منه ، ونفاذها فيه ، ومن ثم جاءت الشريعة السمحاء متوافقة مع هذا الخلق ، ومتناغمة مع دواعيه في غير مبالغة ممجوجة أو تساهل مستهتر ، فالوطن يمثل لكل إنسان منظومة متكاملة منذ الولادة وحتى الممات ، وفي ظل هذه المنظومة يفترض على المواطن أن يتفاعل معها تفاعلاً ايجابياً ليبني نهضتها بالعمل الدءوب ، وينمي ذلك في نفوس أبنائه ، ومن حوله من لبنات المجتمع الذين سيكملون مسيرة البناء في المستقبل بعد رحيل الرعيل الذي أسس بنيانهم على قواعد قيمة متضمنة مجموعة من السلوكيات التي يغذيها وينميها بالتربية الطاهرة النقية على أسس سليمة ومتينة يقوم المواطن فيها بما عليه من واجبات ، ويأخذ ما له من حقوق دون المساس بحقوق الآخرين ، وقد اختلف في تعريف حب الوطن عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم ، فمنهم من جعلها عقيدة ، وآخرون جعلوها تعبيراً وجدانياً يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ، ومهما تعددت التعريفات ، واختلفت الآراء يظل الوطن أغلى ما في الوجود ، ويسعى الصغير قبل الكبير ، والفتاة قبل الشاب ، والعليل قبل الصحيح في الحفاظ على سيادته ، ومحاربة كل من يحاول المساس به بأي شكل كان ، ولنا أن نفتخر بالصقور المرابطين على حدود بلادنا العالية لصد هجوم كل من تسول له نفسه في الاستيلاء على أي جزء من أرضنا الحبيبة فالجميع معترفٌ بفضلهم بعد المولى عز وجل في تدثرنا بدثار الأمن والأمان ، فنحن ننام ملء جفوننا طوال الليل بينما لا تعرف عيونهم النوم ، تركوا أمهاتهم وآباءهم ، وفارقوا أبناءهم وزوجاتهم تلبية لنداء الواجب في الدفاع عن الدين والوطن ، ورفع راية التوحيد خفاقة في السماء ، فلهم منا الدعاء بأن ينصرهم الناصر بنصره ، ويعودوا لأهلهم سالمين غانمين .
أسأل الله العلي القدير أن يرحم الشهداء ، ويحمي مملكتنا الغالية من كل مكروه تحت لواء رعاية والدنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وولي عهده الأمين سلطان الخير ، والنائب الثاني ، وحكومته الرشيدة .
همسة : شجرة ما يظل عرقها أولى قصها .
ومن أصدق من الله قيلاً ( ولا تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ ولَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ) .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *