«كلمات» في رثاء زمن البساطة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]رؤى صبري [/COLOR][/ALIGN]

عمت التكنولوجيا العالم لدرجة الغرق وشملت كل جوانب الحياة المختلفة لكن أبرزها ما كان يتعلق بجانب أدوات الاتصال، حتى أصبحنا لا نستطيع الفرار من أي باد، وأي فون، والبلاك بيري، ومافي حكمهم، وبالطبع لا داعي للقول إن من لا يحمل واحداً من الأجهزة التى ذكرتها أو مثيلتها يعتبر \”أبا جهل 20011\”، وبالرغم من كل ما يذكر من مميزات التكنولوجيا الحديثة، فإني لا أستطيع أن أراها إلا كالطوفان الذي يدمر دماراً شاملاً، ولنأخذ البلاك بيري على سبيل المثال فكثير من الناس تتناقل بواسطته معلومات وقصصا مختلفة وعندما وقعت عيني على احد تلك القصص وجدت اغلبها تنبع من واقع تأليف فاشل، أما الأسوأ فهو معظم المعلومات العلمية الخاطئة المتداولة خلاله وعلى رأسها الطبية التي تتصل بحياة الإنسان، وللأسف الناس تصدق ومن الصعب بعد ذلك أن تغير نظرتهم إليه خاصة عندما يصل العدد للآلاف.
مما سبق يتضح جلياً أن هذا ليس أول إساءة استخدام للتكنولوجيا، فما زلنا نذكر كل الضجة التى صاحبت ظهور الانترنت وكل ما صاحبه من جدل ولم يعرف الناس كيف يستفيدون منه إلا بعد سنين خاصة عندما اعتمدت جهات حكومية وخاصة مواقع فيه.وهنا ندرك أيضاً أن الاستخدام السيئ لهذه التكنولوجيا قد جاء بآثار سلبية عملت على حل كثير من الروابط الاجتماعية في المجتمع وجعلت التواصل بين الناس بارداً برودة الثلج بل وجمدت المشاعر وحولتها إلى وجوه الكترونية سخيفة ورسائل نصية تشمل الكل عوضا عن أن يكون لكل شخص مقام ومقال خاص فيه كما يجب وكما يفترض.
من وجهة نظري الشخصية لازلت أجد صعوبة في تقبل كل هذا التحكم الذي قيدتنا به التكنولوجيا الحديثة، إذ من المفترض أن نتحكم نحن بها وليس العكس.وكيف لي أن أتقبل من تسببت في رحيل زمن البساطة؟! مخلفاً وراءه الحسرة للبسطاء الذين لم تستطع التكنولوجيا أن تسلبهم بساطتهم، وأصبحوا في نظر البعض هم الجهلاء، لأنهم لم يزيدوا مبيعات الشركات العالمية بشراء منتجات لا تعني لهم الكثير أو لأنهم مازالوا يعشقون رائحة ورق الجريدة ومتعة لمس غلاف كتاب.ويبقى أهم ما في الأمر أن المشكلة لا تتمثل في رحيل زمن البساطة، بل أن المشكلة الحقيقية تكمن في نسيانه أن يأخذ معه البسطاء.
كاتبة سعودية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *