تمر علينا لحظات محملة بالكثير من الآمال والأحلام والتوقعات ، ولكن بين ليلة وضحاها تتبدل الأحلام ، تموت الأمنيات ، يتغير الإحساس وأحياناً يُقتل …

حين تنتظر المرأة من الرجل العطاء ، تجلس تنتظر بشغف وعيون مليئة بالأحلام وقلبٍ ينبض بكلمات كثيرة ستقال ، تتلعثم وتحتار فيما ستقول أولاً وما ستقول لاحقاً ، ثم تأتى رياح الجفاء والإهمال وعدم التقدير واللامبالاة من الرجل لتقتل كل شيئ داخلها ، هنا فقط عزيزى أدم إحتفظ بكلماتك وأعذارك لنفسك فكلماتك أصبحت بلا معنى !

عندما تتعب الأم وتسهر الليالى على راحة الأبناء ، تحرم نفسها من كل أنواع الرفاهية فى سبيل تحقيق الراحة والأمان للأطفال ، ثم يكبر الأطفال وتكبر الأمانى والتوقعات فى قلب الأم ثم يُقابل الحب والعطاء بالكره والقسوة ، هنا أصبحت كل الكلمات والردود بلا معنى !

عندما تعود بنا الذاكرة لتذكرنا بأيام الشباب والحماس والحب الذى لا ينقطع ، نركض تجاه أصدقاء الماضى لنحىّ ما فى القلب من مشاعر وذكريات رائعة قد جمعتنا بهم ، فنجدهم لا يتذكرون حتى ما هى أسمائنا ، هنا أصبحت الكلمات بلا معنى !

عندما نترك خلفنا قلب مجروح ينزف بسبب حماقتنا وقسوتنا على المحب ثم نأتى بعد أن يبرأ من جروحه ويتعافى حاملين أمال العودة كما كنا فى السابق هنا أصبحت كل كلماتنا بلا معنى

عندما نشعر بالأمان تجاه المحطين بنا ثم تأتى طعنة الغدر من أقربهم هنا أصبحت كل الكلمات والأعذار بلا معنى !

عندما نخون أو نجرح أو نسرق أو نظلم أو نطغى أو ننافق أو نكذب هنا تصبح كل كلماتنا بلا معنى

قد يفكر القائل أن كلماته قد تزول يوماً ما مع مرور الوقت ولكن ما لا يعلمه أن المُستَقبِل لتلك الكلمات قد يغفر له فى يومٍ ما غضبه أو إتهامه ولكنه بكل تأكيد لن ينسى الكلمات التى قِيلت فى لحظة غضب فلحظات الغضب قد تكون هى الأصدق على الإطلاق ، أصدق حتى من اللحظات التى نُبدى فيها الندم على ما أقدمنا عليه ، لذلك يجب أن نفكر جيداً ونضع أنفسنا فى موضع الطرف المُتلقى لكلماتنا ، نفكر كيف سيشعر ، هل إن كنا نحن من نتلقى تلك الكلمات سنغفرها ؟ سنتقبلها ؟ سيأتى يومٍ وننسى ما قيل ؟ إحذر من جرح الأخرين حتى وإن لم تكن تقصد حتى لا تصل إلى مرحلة أن يصبح حديثك بلا معنى

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *