[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد عبده عامر[/COLOR][/ALIGN]

عقل الإنسان شيء فوق التصور فهو ماكينة تعمل بلا توقف تنتج الآلاف بل الملايين من الأفكار ، منها الموجبة ومنها السالبة ومنها الخيالية غير القابلة للتنفيذ. ومن بين هذا الإنتاج المهدر من الأفكار ، تكون هناك فكرة لو تحرك لتنفيذها في أرض الواقع رفعته درجات ماكان يحلم بها ، وغيرت شكل حياته إلى الأفضل ، وهو أكيد وواثق من ذلك. ولكن ما أن يبدأ التفكير في آلية التنفيذ ، حتى يخطر بباله \” ماذا سيقول عني الناس؟\” .
كلام الناس .. الهاجس الأكبر الذي شل حركة الكثيرين ، وأوقفهم عند نقطة البدء ، لأنهم وضعوا الآخرين في مقام الحكم على حياتهم وتصرفاتهم وأعمالهم ، ففكروا فيما يرضي الناس بدلاً من التفكير فيما يرضي طموحهم وذواتهم ، دون إلحاق الضرر بالناس ، أو مخالفة شرع الله عز وجل ، فالدنيا تسع الجميع بأفكارهم وأعمالهم.بالرغم من كل الحكم والأمثال التي نحفظها ، ونكررها كلما تحدثنا عن كلام الناس ، ولكننا مازلنا نخاف من سياط الألسنة حتى لو كنا على حق ، ونحرم انفسنا السير في طرق النجاح ، حرصاً على سلامتنا من لسع ألسنة المتفرجين.
لفتت نظري مقولة لا أعرف مصدرها تقول \” لو أطفأت نورك حتى يشع نور الآخرين لعم الأرض الظلام\” لله در قائلها ، وأزيد عليه لا تطفئ نورك ولكن يمكنك أن تخفضه حتى لا تحجب الرؤية عن الآخرين والمهم في الأمر هو ألا تتوقف خوفاً من الاصطدام ، لأن ألسنة الناس لن تتوقف ، وكلامهم لن ينتهي ، ولكنهم سيمدحونك ويحمدونك حتماً لو سددت أذنيك وحققت ما تريد دون الالتفات لما يقولون . وإذا لم تصدقني فافعل كما فعل جحا.
وختاماً .. تهنئة من القلب للسيدة توكل كرمان لفوزها بجائزة نوبل للسلام ، تلك السيدة التي خرج نجاحها من رحم معاناة شعبها ، ومعاناتها مما قيل عنها وقد قيل الكثير ومازال يقال ، تخطت ما يقوله الناس إلى ما يمليه ضميرها ، وقادها إلى الوصول لهذه المرحلة باستحقاق ، ومازال أعداء النجاح يتكلمون ويستخفون حتى من جائزة نوبل التي نعلم جميعاً أن الطريق إليها ليست معبدة .

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *