كفاكم .. أصبحنا أضحوكة !!

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بدر التيهاني [/COLOR][/ALIGN]

اجتمعنا للنقاش واجتمعنا للتفاهم، وجلسنا سواءً على الشاشة الفضية أوفي مجلس الشورى للتشاور وإصدار القرارات للتظاهر بأننا أصبحنا أفضل حال من غابر الأزمان والنقاش يدور في النهاية على طاولة دائرية لا تخرج الكلمة من دورانها ولا تنتهي بعبارات ناجحة.
بالأمس القريب رأيت على قناة الدانة أحد اجتماعات كامب ديفيد الساخنه وهو برنامج يناقش» الليبرالية «وبحضور ضيوف من مختلف الأطياف على حسب زعمهم وذلك للوصول بالموضوع إلى استخراج تعريف فقط لليبرالية، وكأنهم بذلك يريدون حل أزمة سوريا أوأقضية فلسطين أوأنهم بنقاشهم يريدون بذلك إثبات النصرة على الطرف الآخر وتدور السجالات بالنهاية على الخروج بخفي حنين.
أليس الأجدر أن نتناقش في أمور مجتمع أضناه وأرهقه وأرهص فكره غياب الأمان النفسي في تملكه لمنزل ليأوي به ابناءه وزوجته .
أليس الأجدر أن نوفر ساعات النقاش والجدالات المطولة على مدار الساعتين متواصلة في إيجاد حلول جذرية للعنف الأسري وما ينشأ منه من ضياع هذا الكيان الصغير وسط كيان أكبر وهو المجتمع.
أليس الأجدر أن نناقش حال فتيات في دور الرعاية عضلن بأي طريقة عن الزواج وأصبن بالإحباط من مجتمع ذكوري لا يرى سوى المرأه كفريسة لإشباع رغباته البشعة باستغلالهن بكل تفكير خبيث.
أليس الأجدر بنا أن نتناقش في حال تعليمنا الذي يخرج لنا شباباً يضرب معلمه ووالديه ويسرق أباه ومجتمعه.
أليس الأجدر أن ننظر بعين الرفق والرحمة لفقراء أصبحوا لا يجدون أغطية تلم أجسادهم من زمهرير الشتاء وتقيهم لهيب الصيف.
أليس الأجدر أن نتناقش في بنوك أصبحت تلتهم كل مايجمعه الأب لأبنائه.
أليس الأجدر أن نناقش أمور ضياع الشباب والشابات بسبب الكثير من العادات القاتلة.
أليس الأجدر أن نناقش هموم معاقين هم أبناؤنا وإخواتنا وأباؤنا وأمهاتنا.
أليس الأجدر أن نناقش حال مطلقات أصبحن بين رحمة وخبث أي موظف لتستخرج لها رقماً من الاتصالات السهلة على سبيل المثال.
أليس الأجدر أن نتناقش في موضوع كثير من العادات المقيتة التي جعلت سفر المرأة لطلب العلم معجزة كونية ويقابلها تساهل في ركوبها مع السائق.
الأجدر أن لا تخرجوا على شاشات التلفاز من أجل فقط إثارة النقاش وأن يكبر فيكم النمرود بن كنعان بزعمكم أنكم الأصدق والأجدر.
ليتنا نمتلك الشجاعه لنحل أمور المجتمع الحياتية التي أرهقت الطفل الذي يعمل لجمع مالٍ لأمه الضريرة قبل أن ترهق الأب الذي يقود سرية من الأبناء.
أود أن أبرهن للإخوان الضيوف بأن المواطن لا يهمه ماهية الليبرالية ولا تصنيف التيارات الثقافية ولنجعلها في صالونات ثقافية لنخب ثقافية لا تحمل همًا سوى كيف تنصب حرفًا وكيف تكسر حرفًا، بل ما يهمه كيف يجلب قوت يومه وكيف يبني مستقبلاً لأبنائه وكيف يحمي أسرته بعد موته من الطرد من سكنه والنوم تحت أحد الكباري التي لم تنته الشركة الجبارة من تنفيذها.
مليكنا يسعى جاهداً حفظه الله للتسامح ونقلنا إلى مصاف الأمم المتقدمة فلم لا نسعى معه جاهدين لحل أمور حياتنا، لسنا بصدد أن نبين لعامة الناس من الأصدق ولكن بينوا لهم حلولاً جذرية تحمل همومهم التي لم يستطيعوا أن يناموا بأعين قريرة أو صدور هانئة من عبء الحياة وقسوتها، ومن ثم أخرجوا لنا حواراً يستفيد منه المجتمع لسد الخلل الموجود به وعندها يسهل الحديث في وقت بسيط فقط وليس بكثير لهذه المواضيع.
نحن سئمنا السبق الإعلامي واختيار المواضيع الرنانة لجلب أكبر عدد من المشاهدين وكسب ربح أكبر.
لو أن الضيوف وفروا جهودهم لاستطاعوا إيجاد حلول لمواضيع أهم وأجدر وأنفع.
انفضوا غبار الأنا من حياتكم، وكفاكم نقاشاً ولتنظروا حولكم كيف سنخرج من أصلابنا جيلاً يصنع لنا ماكينة الطائرة وانتهاءً بماكينة القهوة إن استطعتم.
إن الشمس تخاطبكم وتقول أنا يوم جديد وعلى عملكم شهيد فاغتنموني فإني لا أعود أبدًا ولكن سأعود يومًا من حيث انتهيت.
أكاديمي وكاتب صحفي
[email protected]
@BTIHANI

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *