ذهب فلاح على حصانه إلي السوق ليشتري علفاً للحصان ، ولما أحس الحصان أنه ابتعد عن المنزل توقف عن السير وحاول العودة ، فوكزه الرجل بقوة ، ثم ضربه بالسوط حتى عدل عن فكرة العودة ، فأكمل الحصان المسير على مضض وهو يقول : ” لماذا يجبرني هذا المخبول على التقدم ؟ ألا يعلم أن المسكن خلفنا ؟

وحينما أشرفا على السوق ، شاهد الرجل وحلاً وأرضاً طينية لا يمكن لحصانه أن يعبرها ، فشد اللجام وغير المسار نحو الطريق المبلطة ، وحينما شعر الحصان أن الطريق تحته أصبحت قاسية حاد عنها ، وأراد العودة للوحل ، فضربه الرجل بالسوط وأجبره على البقاء فوق البلاط ، أذعن الحصان وهو يقول : ” أي حظ قادني لهذا الرجل الغبي؟

يجبرني بسوطه على ترك الطريق اللين والسير فوق الطريق الصلب ! ألا يعلم أن قساوة الطريق لا تتحملها حوافري ؟ “.

وعندما انتهى الرجل من شراء علف الحصان ، أخذ طريق العودة للبيت ، وحينما أدخل حصانه المسكن ، أعطاه شيئاً من العلف الذي اشتراه ، ثم تركه ، فقال الحصان : ” ما أغبى هذا الرجل ؟ عذب نفسه وعذبني معه ، جعلنا نسير طيلة النهار إلي آخر الدنيا ثم العودة مرة بلا أي فائدة !! أليس الأجدر بكلينا ألا نبرح الدار .. يبقى هو عند موقده ، وأنا هنا آكل العلف ؟ ” .

كثير ممن ركبوا موجة التواصل الاجتماعي هذه الأيام لا يقلون حذلقة من هذا الحصان المنفوخ ، حذلقة في السياسة وأخرى في الاقتصاد ولا مهونة لعلوم المجتمع والرياضة ، أسماء خرجت لنا من كراع شكوة ، هكذا !! من الباب للطاقة !! يحللون ويفندون ويخططون .. لا وبعضهم يشرهون على سياسات الدولة وخططها وقراراتها .

إن مشكلة ذلك الحصان وأشباهه اليوم ليس في أنهم لا يفهمون ، فعدم الفهم حالة طبيعية لا يعاب صاحبها خاصة إذا ماكان معترفاً بعدم الفهم !! إنما المشكلة في التيقن الكامل والتام من أنهم يفهمون ، وقناعتهم التلقائية أن غيرهم دائماً لا يفهمون !

على أية حال .. الشكوة هي كيس من الجلد يخض فيه الحليب قديماً ، ولكل شكوة كراع (زائدة طرفية ) قد يتسلل منها بعض قطرات اللبن ، لكن ذلك مما لا يكترث لهK ولا يؤسف عليه.

Tanouma61899 /P.O:198
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *