كبسة محكمة بريدة وبائعة الشاى
فى الوقت الذى خرجت فيه “جمانة مكى” الشهرية ببائعة الشاى فى طريق الملك عبدالعزيز لبيع الشاى مع بناتها الأربعة “الجامعيات” والذين لن تسمح لهن الحياة بفرصة عمل كريمة توفر لهن إيجار المنزل ونفقات الحياة بعد وفاة زوج “جمانة” خرج علينا مقطع مستفز لموظفون محكمة بريدة وهم يطبخون “الكبسة” داخل أروقة المحكمة بشكل أثار حفيظة الجميع
يبدو لى أن الكتابة عن الطعام لن تنتهى، فمن المضحكات المبكيات أن يصل الأمر إلى “الطبخ” داخل أروقة المحاكم فبدلاً من إحضار محامى سنحضر معنا الأرز والبصل كى نطهى، ما فعله موظفون محكمة التنفيذ ببريدة يعد إستهتاراً بالمسؤولية وبالنظر إلى حال جمانة وبناتها الأربعة نجد أن هناك أشخاص يستحقون العمل وتوفير الفرص الحقيقية لهم
تتلخص أحلام جمانة فى توفير “كشك” لها بدون مقابل مادى، فى الوقت الذى يتقاضى موظفون المحكمة راتبهم الشهرى وهم يطهون الكبسة ولا أستبعد تجفيف يديهم بعد غسلها بأوراق ودعاوى المواطنون فما حدث لا يستلزم محاسبة المسؤول وحسب بل يجب مراقبة جميع الوظائف وإتاحة الفرص للأشخاص الحقيقيين الذين يسعون بالفعل للعمل ويقدسونه وعلى إستعداد للنهوض بالبلاد
نهضة الدول لا تقوم على تناول الكبسة داخل المبانى الحكومية ولا “بطبخ” أوراق التعيينات لإتاحة فرصة عمل لمن هو أقل خبرة وكفاءة من غيره حتى يصل الأمر فى النهاية بمن هم أقل حظاً فى الحصول على فرص عمل إلى الخروج بعد رحلة تعليم شاقة وطويلة لبيع الشاى ومن المحزن أن بعد كل هذه التنازلات يقوم موظفون أمانة المدينة المنورة بإزالة الطاولة والمعدات الخاصة بجمانة وبناتها الجامعيات وأصبحن لا حول لهن ولا قوة
أتابع بإهتمام بالغ ما سيتم إجراؤه لمحاسبة المسؤولين عن طهى الكبسة داخل المحكمة بعدما أكد عبدالله المطيويع مدير فرع وزارة العدل بالقصيم فى تصريح له أن ما أقدم الموظفون على فعله يعد مخالفة وسيتم إتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤول عن الأمر وعلى الجانب الأخر أتمنى إتاحة فرصة عمل لجمانة وبناتها الجامعيات فبكل تأكيد يتمتعن هؤلاء الفتيات بقدر كبير من العلم ولكن ظروف الحياة الشاقة والصعبة التى تواجهها الفتيات جعلتهن يخرجن إلى الجلوس بالشارع وبيع الشاى
التصنيف: