كاشغري وعاطفة الدفاع

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]

تابعت كما تابع غيري ما أحدثته تغريدات زميلنا الكاتب هنا في صحيفة البلاد سابقاً حمزة كاشغري, تابعنا تلك التغريدات وأصدائها الواسعة, وكذلك تابعنا تغريدته التي أعلن من خلالها توبته وأسفه على تلك التغريدات ورجوعه الكامل للحق, ونفي ما قاله.
حمزة كاشغري لم يسب أو يشتم النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام, أقول ذلك بعد أن أعدت التفكر والتمعن فيما قاله الكاشغري بالنص في تغريداته, إذ أنني وجدت أنه لم يتعد كونه لم يكن محترماً ومؤدباً أثناء حديثه عن النبي الكريم, وهذا الأمر يختلف تماماً عن السب والشتم, واعتقد أننا قادرون على أن نفرّق بين من يسب ويشتم, وبين من لم يكن مؤدباً في الحديث, من هنا أظن أن المجتمع انساق وراء عاطفة الدفاع عن النبي الكريم, وأظننا كلنا ذاك الذي يرجو الله أن يكون ذائداً عن النبي الكريم ومدافعاً عنه, وكلنا ذاك الذي يقول (فداك أبي وأمي يا رسول الله), ولكننا في المقابل يجب أن نتحلى بأخلاقياته صلوات الله وسلامهُ عليه في العفو والصفح, كما أننا يجب ألا نكون مندفعين مفنعين في الانتقام وألا نتجاوز حده, كما أن علينا أن نُمحص ونتبين من كل شيء وأي شيء قبل أن نُصدر أحكامنا, فكان من الواجب على المجتمع ألا ينساق وراء العاطفة دون أن يتبين ما جرى, لا أظن حمزة كاشغري كان يحتاج منّا أكثر من أن نفهمه جيداً بأدب الحديث حينما يكون عن النبي الكريم, كما أن عليه أن يراعي مشاعر المسلمين وهو يتحدث عن نبيهم والركن الثاني من إيمانياتهم المطلقة بعد إيمانهم بالله وتوحيدهم له, كان يحتاج منّا أن نقول له (لا) يا حمزة (لا) وألف مليون (لا) أنت تتحدث عن الرسول محمد عليه السلام, ولزاماً عليك أن تتحدث معه بأدب واحترام, ولزاماً عليك أن تنزله منزلة الاحترام والتعظيم التي أنزله الله سبحانه إياها, كان علينا أن نبادر إلى تبيين وتوضيح ذلك لحمزة وغيره ممن يظنون أن عدم احترام النبي في حديثهم يجعلهم مفكرين متفردين حسبما فهموه من مطالعاتهم لقشور الفلسفة والتي لو غاصوا في أعماقها جيداً لكان طريقهم إلى الإيمان والتصديق.وبما أن الأمر الآن أصبح في يد القضاء بعد التوجيه من خادم الحرمين بإحالته للقضاء الشرعي؛ فإن علينا أن نبقى منتظرين لنتيجة القضاء والتي لن تأتي إلا وفق الشريعة الإسلامية السمحة, وستعيد الأمور إلى نصابها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *