[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** مضى حتى الآن عشرة أشهر كاملة، منذ كارثة سيول جدة المروعة، والتي باغتت شرقي جدة ظهيرة الثامن من ذي الحجة 1430هـ، لتحول عدة أحياء الى ركام مذهل، بعد ان دكتها على مدى خمس ساعات متوالية، بلغت فيها القلوب الحناجر بالنسبة لسكان ذلك القطاع من المدينة، وتركت في نفوسهم (فوبيا) شديدة من كل أمطار حتى ولو كانت خفيفة، وكذلك من أية (فرقعة) لاصوات الرعد، حتى اعداد ليست قليلة منهم، كانوا بحاجة الى جلسات علاج نفسي من تلك الأهوال، التي أحدقت بهم، وهم إما داخل بيوتهم او في شوارع الأحياء المتضررة.
** الناس هناك يسألون بحسب ما نسمعه منهم عن الاجراءات الوقائية، والتدابير الاحتياطية، التي يمكن للجهات الرسمية في جدة ان تكون قد عملت عليها، واقامتها فعلاً على أرض الواقع، للحيلولة دون تكرار الكارثة، فيما لو احاطت بتلك الأحياء سيول منقولة جديدة خلال الشتاء القادم على الابواب؟
وما إذا كانت أمانة جدة، وادارة الدفاع المدني، وادارة الطرق، وادارة المساحة الجيولوجية، ووزارة المياه، وغيرها، خصوصاً ان المسؤولين لا بد وأنهم قد حددوا أسباب الكارثة، وبالتالي بدأوا العمل على اصلاح وانجاز واقامة ما يمكن اقامته من حلول، سواء سريعة أو حتى تلك التي تحتاج الى زمن أطول؟
** ونظن ان من حق سكان شرق جدة، وهم أعداد كبيرة جدا، نقول من حقهم ان يعرفوا ما تم عمله على الأرض من تدابير وقائية، ومن اجراءات سريعة لعدم تكرار كارثة السيول المنقولة، او في اقل الاحوال تخفيف وطأة مرورها، وهي قادمة من الجبال الشرقية، تبحث عن طريقها الى البحر، وكذلك فإن من حقهم ان يتم تدريبهم على أساليب التعامل مع حالات الطوارئ – وهذه مهمة الدفاع المدني – بحيث يتم اشعار الناس باقتراب السيول المنقولة منهم، ليتوجهوا الى المكان الآمن والصحيح، بحسب الاساليب العلمية، لكنني بحسب متابعاتي لا اعرف اي نشاط قام به الدفاع المدني حتى الآن، لا من حيث تدريب الناس على التعامل مع صفارات الانذار، ولا من حيث تعيين نقاط الأمان في كل حي.
** الا توافقونني اننا لا بد ان نستفيد من الكارثة، وان نأخذ منها الدروس، وان لا ندع الأمور تمضي حسب التساهيل، خصوصاً أننا في كل لحظة نتحدث عن دورات تقام في أوساط الجهات الرسمية، وتجارب فرضية، وتأهيل لمنسوبي الادارات المختصة.. فوق أن هناك عدة اسباب ساهمت في تفاقم كارثة السيول، وهي معروفة لدى الجهات الرسمية، فهل تم العمل على معالجتها، وأين وصلت مراحل العمل فيها.. هذا في الواقع ما يشغل السكان في ذلك الجزء الشرقي من جدة.
** كنت اتمنى لو تم عقد ندوة أو لقاء اعلامي تحت مظلة محافظة جدة، يوضح فيه للناس ما قامت به الجهات الرسمية خلال الشهور العشرة الماضية، وما سيتم العمل عليه مستقبلاً، وقد يكون من المناسب تكليف الدفاع المدني بعمل تجارب فرضية، وتقديم التوعيات للناس، خصوصا أن الدولة اعزها الله وقفت مع المنكوبين بشكل ممتاز، وساهمت في تخفيف مصابهم، ولا زالت تعمل على عدم تكرار الكارثة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *