كابوس .. “التقويم المستمر” بمدارسنا

• في عام 1419هـ بدأ تطبيق نظام التقويم المستمر في الصفوف الاولية بالمرحلة الابتدائية بالمملكة ثم انتقلت آليات المشروع الى الصفوف العليا بذات المرحلة لتصبح المرحلة الابتدائية بمدارسنا تمارس نظاما خاصا مستقلا لقياس قدرات الطلاب بما يؤهلهم للانتقال من صف الى صف اعلى.
• الآن مر على تجربة هذا المشروع حوالي 15 عاما وهي فترة كافية لكل من الميدان التربوي بطلابه ومعلمية واولياء اموره ومديريه من ناحية ووزارة التربية بكل اركانها المتخصصة للحكم على التجربة بعيداً عن الشد والجذب بين الطرفين، وبشكل منطقي وعلمي فهل فعلا فكرت الوزارة في عمل كهذا بدلا من رفض قطاع ليس قليل من الميدان له مقابل اصرار الوزارة عليه، وكأن المسألة نوع من التحدي بين فريقين في حين ان دراسة علمية ميدانية رصينة يمكن لها ان تفصل في هذه المسألة.
• وعندما كنت اكتب هذه السطور قرأت بعضا من الرؤى حول التقويم المستمر واستنتجت انه نظام عالمي جيد، لكن عوامل كثيرة صاحبت تطبيقه عندنا، وأدت الى تعثره وضعف مخرجاته، ومن ذلك ان الكثير من المصطلحات والمفاهيم الحديثة في لائحة التقويم المستمر مازالت غامضة عن المعلمين والمعلمات وادى ذلك الى وجود صعوبة في تشكيل مفهوم لدى هؤلاء حول ماهية التقويم المستمر وفقاً لما اظهرته دراسات علمية عام 1433هـ.
• ويقول بعض المختصين ان على الوزارة كما كانت متعجلة في تطبيقه من غير تهيئة البيئة المدرسية له فان يجب الحذر من الغائه بذات السرعة بل لابد من تطويره بما يناسب حال ما لدينا من مناهج تقوم اصلا على الحفظ والتلقين ولا تعطي اهمية للمهارات الاخرى كالملاحظة والتفكير والمقارنة … الخ بحيث يمكن استخدام التقويم المستمر لدعم تعلم الطلاب، وتحقيق عدالة التقويم بين الطلاب وان يشارك المجتمع بكل شرائحه في اعداد نظام التقويم وان تخضع نتائجه لمراجعة دورية منظمة مع تنوع ادوات التقويم بحيث تدخل فيها ادوات التقويم التقليدي كاختبارات الورقة والقلم وأدوات القويم الأدائي كإجراء التجارب والقيام بمشاريع وتنفيذ مهام.
• وأظن أن التصور العام الآن أن التقويم المستمر في مدارسنا حتى الآن كان تجربة فاشلة ولا اظن احداً ينكر هذا اللهم إلا من كان بعيداً جداً عن التعليم ولذلك يجب على الوزارة العمل عاجلا على الخروج من هذا المأزق (مأزق فشل مشروعها) فكثيرون مجمعون على ضعف مخرجات هذا المشروع بل ان بعضهم يعده كارثة على التعليم جثمت على تعليمنا اكثر من عقد من الزمن في وقت لا تتوفر فيه البيئة المدرسية الصالحة له، ولا المعلم المؤهل المدرب عليه، ولا المناهج التي تناسب هذا المشروع العالمي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *